تفاعل

فاطمة الطويرقي.. رئيسة بلدية بامتياز!

عبدالله آل مزهر الدوسي
سررت أيما سرور بسماع نبأ التعيينات الجديدة لاثنتين من بنات الوطن رئيستين لبلديتين فرعيتين في جدة، وكخطوة جيدة جدا ومباركة فإنني أجد أن من الإنصاف التعرض للسيدة الفاضلة فاطمة الطويرقي التي لن ينساها أهالي جدة بعد أن وقفت وقفة مشرفة وجريئة ودافعت عن حق ساكني الأحياء الجنوبية في مدينة جدة في التوصل إلى حل جذري يجنبهم مخاطر السيول التي أغرقت مجمع فلل أم الخير وعددا من الأحياء الأخرى وامتدت إلى أجزاء واسعة من مدينة جدة، كان حدثا مروعا لا ينسى، وقد شاهد السعوديون كلهم تلك المرأة الحديدية تقف بكل ثبات وثقة أمام الرجل الخلوق والمسؤول المتواضع أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل الذي أتاح لها الفرصة لتقول كل ما تريده، وكان يسمع منها بكل تواضع وتقدير لتقترح عليه إنشاء سد كبير في فم وادي مريخ لمنع السيول من تدمير الأحياء نهائيا، وإزالة المستودعات التي كانت هناك لإنشاء مجرى تصريف السيول، وقد وعدها الأمير - وصدق وعده - بعرض المشروع على شركة أمريكية متخصصة، وكان رأي الشركة متطابقا مع ما اقترحته السيدة الطويرقي، وتم توجيه دعوة لها لحضور تدشين المشروع كأول امرأة سعودية على مستوى المملكة تدعى لتدشين مشروع خدمي يشمل مدينة جدة كلها، ثم تشرفت بدعوة أخرى من أمير منطقة مكة المكرمة لافتتاحه في لفتة كريمة نبيلة من ذلك الرجل الذي تشرب النبل والتواضع والخيرية كابرا عن كابر. هذه هي السيدة الشجاعة التي أسهمت بوطنيتها وحبها لمدينتها في تنفيذ هذا المشروع الرائد الذي جعل أهالي جدة يطمئنون من عدم حدوث كارثة سيول أخرى بإذن الله.

وبقدر تقديري للقرارات الأخيرة بتعيين سيدتين سعوديتين نخبويتين كرئيستي بلديتين فإنني أرى أن السيدة فاطمة الطويرقي تستحق أن ترأس بلدية فرعية في شرق جدة فهي مؤهلة علميا وتفيض وطنية وحبا لمدينتها الجميلة جدة.

ومن المعروف والمؤكد والمشاهد أنه ليس كل متخصص بارع في مجاله والعكس صحيح بالتجربة والبرهان، فالمهم هو الفكر فقط والعصف الذهني الذي يمارسه المسؤول، وكلنا يعلم أن الوزير الراحل (الاستثنائي) غازي القصيبي كان أديبا وشاعرا لكنه نبغ نبوغا باهرا في إدارة الكهرباء والصحة، وكذلك السكك الحديدية من قبل، فضلا عن نجاحه في إدارة العلاقات الدبلوماسية أيام كان سفيرا في بريطانيا والبحرين. وها هي غير المتخصصة تقترح حلا جذريا ثمنه لها أمير المنطقة وعمل به وصار واقعا مشهودا، وإنني لأرجو من سموه الكريم تكريمها بما تستحق وتكليفها - وليس تشريفها - برئاسة بلدية فرعية شرق جدة التي توليها كل اهتمامها وحبها.