حينما تشير الإحصائيات إلى أن 46 % من أراضي المدن الرئيسية داخل النطاق العمراني غير مستخدمة، فنحن فعلا بحاجة إلى فكر. حينما نجد أنفسنا عاجزين عن مواجهة تجار التراب فنحن فعلا نحتاج إلى فكر. حينما نجد ضعف كادر وزارة الإسكان ظاهرا أمام مواجهة مشكلة الإسكان، حينما نسمح ونفتح الأبواب للتمويل البنكي العقاري لنهب المواطن ليشتري عقار تجار الشنطة الذي لم يقنن ويضبط بعد، فلا يلبث السنتين الأوليين من استخدامه حتى يبدأ بالتهالك فنحن فعلا نحتاج إلى فكر. حينما نسمع المواطن يقول سأقبل بأي وحدة سكنية تقدم لي وبأي المواصفات ونخرج له قبل أن نقدم أي حلول على أرض الواقع لنقول له إن ثقافتنا الإسكانية تحتاج إلى تصحيح فنحن فعلا نحتاج إلى فكر. حينما نرى مشاريع الإسكان متعطلة ومتوقفة لفترات طويلة بسبب أصغر المشاكل التي تطرأ في المشاريع السكنية فنحن فعلا نحتاج إلى فكر. حينما نرى فريق عمل وزارة الإسكان عاجزا عن تجاوز هذه العثرات والمشاكل التي تطرأ على مشاريع الإسكان فنحن فعلا بحاجة إلى فكر، حينما نجد مديري مشاريع الإسكان الكبرى لا يملكون خبرة كافية لإدارة المشاريع فنحن فعلا نحتاج إلى فكر. في الحقيقة أنني كنت منقطعا الفترة الماضية عن الأحداث والأخبار المحلية حتى أرسل إلي أحد الأصدقاء مقطع اللقاء مع معالي وزير الإسكان - حفظه الله - ولم أكن أعلم شيئا عن خلفيات هذا الحدث وعن ردة فعل المجتمع حياله، فقال لي صديقي: ما رأيك يا يوسف فكلامه منطقي نوعا ما؟ فأجبته بكل تلقائية: ربما، لكنه كرجل تنفيذي مسؤول مهمته الأولى مواجهة المشاكل وتقديم الحلول الملموسة على أرض الواقع ومعالجتها بأقصى الإمكانيات والصلاحيات المتاحة لمعاليه، أما موضوع الفكر فليدعه لنا نحن. ومن وجهة نظري بعد أن استعرضت لكم هذه النقاط الحساسة حول قضية الإسكان فنحن فعلا نحتاج إلى فكر واع وناضج يستطيع أن يحلل مشكلة الإسكان جيدا، ليواجه هو كل مشاكله التفصيلية، ويستخدم أقصى الإمكانيات والصلاحيات المتاحة له، ليقدم الحلول المناسبة على الأقل من وجهة نظره هو قبل أن يناقش الفكر، فالفكر هو صنعة الكتاب والمفكرين، والحلول هي صنعة التنفيذيين.