الحج رحلة إلى الوعي الإنساني
الاحد / 15 / ذو الحجة / 1439 هـ - 20:15 - الاحد 26 أغسطس 2018 20:15
يعتقد معظم المسلمين أن الحج هو مفهوم وفريضة إسلامية بحتة، وأنها حكر بمعناها وطقوسها فقط على المسلمين. والحقيقة غير ذلك، فالحج Pilgrimage مفهوم للخروج في رحلة روحانية إلى مكان له دلالة دينية أو روحانية. فالدروز يحجون لمقام يزعمون أنه للنبي شعيب. واليهود يحجون لبيت المقدس. والنصارى يحجون لأديرة وكنائس قديمة على امتداد أوروبا، حيث يرقد جثمان قسيس أو راهب. ولعل أشهر من أعاد مفهوم الحج في الأدب المعاصر، حيث تعرف الناس في الغرب - ربما تفاجؤون ولكن كثير من المسلمين أيضا - عليه من جديد، هو الكاتب البرازيلي باولو كويلو من خلال روايته The Pilgrimage التي قص فيها رحلته الشخصية للحج عبر إسبانيا بغية الوصول إلى دير سانتياغو دي كومبوستيلا، وذلك في سبيل التواصل مع ذاته ومعرفة طريقه في الحياة.
كان حج عام 1439 حجا مختلفا من نواح متعددة، فظهور العامل الإنساني في التعاملات والطقوس وأداء الفرائض كان جليا بطريقة لم نعهدها من قبل، فما كان يغلب سابقا هو التركيز الإعلامي على الجهود والعمليات والإحصاءات والأرقام والإنجاز.
كانت مسؤوليات الحج وإجراءات تنظيمه طاغيه كممارسات وثقافة، مما جعله بالنسبة لنا إجراءات ومراحل وعمليات أكثر منه تجربة روحانية عظيمة لها من الأسرار الكونية والفتوحات الإلهية ما لم نخض فيه بما يكفي مع الأسف.
لذا أسعدتني جدا هذا العام تلك الجهود الجبارة سواء من الجهات الرسمية أو الاجتهادات الخاصة على قنوات التواصل الاجتماعية لعكس الحج كقصص أشخاص وكدرب مختار لأشخاص تركوا خلفهم كل شيء وقصدوا الله.
كانت كرستيانا باكر مؤثرة جدا وهي تتحدث عن تجربتها مع الحج وعن الفرق بين حج هذا العام وبين أول مرة جاءت فيها للحج في 2006. بكيت كثيرا حين قرأت قصة ذلك الحاج الباكستاني الذي قضى عمره وهو يدخر للحج، حيث باع أرضه وعمل فيها عاملا ولم تقر عينه حتى وصل هنا لتفيض روحه لبارئها، حيث كان قدره أن يدفن في مكة.
كما كان جميلا جدا هذا العام التركيز على جهود رجال الأمن وتعاملاتهم السامية والراقية برقي المكان الذي وقفوا فيه مع ضيوف الرحمن والذي بالتأكيد شجعهم على مزيد من الإجادة والعطاء.
لذا حان الوقت، نعم حان الوقت ونحن جاهزون تماما. حان الوقت لنفعل دور فريضة الحج الفكري والإنساني كما نقوم بدورنا التنظيمي والعملي. حان الوقت إعلاميا وفكريا لأن نستثمر تجربة الحج والعمرة في جمع المسلمين على مكتسباتهم التي تهوي إليها أفئدتهم مهما اختلفت أفكارهم وطوائفهم. حان وقت التركيز على القصص والتجارب الروحانية والإنسانية من خلال رصدها، وكتابتها وربطها بحيوات الناس وسعيهم فيها ليحصل الربط، والتعاطف والتأثير.
حان وقت الحراك الحضاري والعلمي والأدبي والثقافي من خلال تفعيل الملتقيات والمؤتمرات ذات الأهداف التي تخدم الإنسانية والعلوم. حان الوقت للحملات الإعلامية العالمية التي توعي المسلمين بهذه التجربة وتشعرهم بوجوب التأهل والرغبة بأن يكونوا في أفضل تصرفاتهم وأحوالهم حين وصولهم إلى الأراضي المقدسة، ومن ثم العودة لبلدانهم والحفاظ على ما اكتسبوه، والكثير الكثير من الفرص، والاحتمالات الموعودة، والآفاق التي تنتظر من المسلمين أن يعكسوا ممارستهم لشعائرهم بممارسات حياتهم لأنه حينها فقط ستتغير أحوالهم ويتحقق وعد أنهم خير أمة.
نحن أولى بعكس الحج كتجربة روحانية تقود للوجود الإنساني من باولو كويلو الذي عرف الملايين في العالم بمعنى الحج من خلال رواية، فقط لأنه ربطها بالتجربة الإنسانية لكل بشر في البحث عن طريقه في الحياة، وهو ما نتشارك فيه جميعا.
كان حج عام 1439 حجا مختلفا من نواح متعددة، فظهور العامل الإنساني في التعاملات والطقوس وأداء الفرائض كان جليا بطريقة لم نعهدها من قبل، فما كان يغلب سابقا هو التركيز الإعلامي على الجهود والعمليات والإحصاءات والأرقام والإنجاز.
كانت مسؤوليات الحج وإجراءات تنظيمه طاغيه كممارسات وثقافة، مما جعله بالنسبة لنا إجراءات ومراحل وعمليات أكثر منه تجربة روحانية عظيمة لها من الأسرار الكونية والفتوحات الإلهية ما لم نخض فيه بما يكفي مع الأسف.
لذا أسعدتني جدا هذا العام تلك الجهود الجبارة سواء من الجهات الرسمية أو الاجتهادات الخاصة على قنوات التواصل الاجتماعية لعكس الحج كقصص أشخاص وكدرب مختار لأشخاص تركوا خلفهم كل شيء وقصدوا الله.
كانت كرستيانا باكر مؤثرة جدا وهي تتحدث عن تجربتها مع الحج وعن الفرق بين حج هذا العام وبين أول مرة جاءت فيها للحج في 2006. بكيت كثيرا حين قرأت قصة ذلك الحاج الباكستاني الذي قضى عمره وهو يدخر للحج، حيث باع أرضه وعمل فيها عاملا ولم تقر عينه حتى وصل هنا لتفيض روحه لبارئها، حيث كان قدره أن يدفن في مكة.
كما كان جميلا جدا هذا العام التركيز على جهود رجال الأمن وتعاملاتهم السامية والراقية برقي المكان الذي وقفوا فيه مع ضيوف الرحمن والذي بالتأكيد شجعهم على مزيد من الإجادة والعطاء.
لذا حان الوقت، نعم حان الوقت ونحن جاهزون تماما. حان الوقت لنفعل دور فريضة الحج الفكري والإنساني كما نقوم بدورنا التنظيمي والعملي. حان الوقت إعلاميا وفكريا لأن نستثمر تجربة الحج والعمرة في جمع المسلمين على مكتسباتهم التي تهوي إليها أفئدتهم مهما اختلفت أفكارهم وطوائفهم. حان وقت التركيز على القصص والتجارب الروحانية والإنسانية من خلال رصدها، وكتابتها وربطها بحيوات الناس وسعيهم فيها ليحصل الربط، والتعاطف والتأثير.
حان وقت الحراك الحضاري والعلمي والأدبي والثقافي من خلال تفعيل الملتقيات والمؤتمرات ذات الأهداف التي تخدم الإنسانية والعلوم. حان الوقت للحملات الإعلامية العالمية التي توعي المسلمين بهذه التجربة وتشعرهم بوجوب التأهل والرغبة بأن يكونوا في أفضل تصرفاتهم وأحوالهم حين وصولهم إلى الأراضي المقدسة، ومن ثم العودة لبلدانهم والحفاظ على ما اكتسبوه، والكثير الكثير من الفرص، والاحتمالات الموعودة، والآفاق التي تنتظر من المسلمين أن يعكسوا ممارستهم لشعائرهم بممارسات حياتهم لأنه حينها فقط ستتغير أحوالهم ويتحقق وعد أنهم خير أمة.
نحن أولى بعكس الحج كتجربة روحانية تقود للوجود الإنساني من باولو كويلو الذي عرف الملايين في العالم بمعنى الحج من خلال رواية، فقط لأنه ربطها بالتجربة الإنسانية لكل بشر في البحث عن طريقه في الحياة، وهو ما نتشارك فيه جميعا.