النظرية السياسية في القرن العشرين

النظرية السياسية هي دراسة المبادئ والمفاهيم التي تحكم الممارسة السياسية (السياسة أو الممارسة السياسية في أبسط شكل وتعريف لها هي أفضل طريقة لإدارة المجتمع) في مجتمع ما

النظرية السياسية هي دراسة المبادئ والمفاهيم التي تحكم الممارسة السياسية (السياسة أو الممارسة السياسية في أبسط شكل وتعريف لها هي أفضل طريقة لإدارة المجتمع) في مجتمع ما. لذلك فالنظرية السياسية تحلل وتفسر من ناحية الحياة السياسية، ومن ناحية أخرى هي الأسس النظرية والقيمية (الأخلاقية) التي يتأسس عليها المجتمع، والتي تحكم مؤسساته المختلفة وشكل الحكومة ووظيفة الدولة. ورغم كثرة وتنوع تنظيرات وتحليلات المفكرين ووجود عدد لا يستهان به من النظريات السياسية إلا أن القرن العشرين ميزته ثلاث نظريات ازدهرت في مجتمعات مختلفة. يمكن أن نقول إن النظريات السياسية الأشهر والأكثر تطبيقا في القرن العشرين هي:الليبرالية: تقوم الليبرالية على تعزيز حرية الفرد في المجتمع وعلى مبدأ السوق الحر. بمعنى أنها تقلص دور الحكومة في مقابل قطاع خاص يقدم الخدمات للأفراد في المجتمع. بل إنها في صورها الأكثر راديكالية تجد أن الحكومة شر لا بد منه، فهي ترى أن الأفراد لم يولدوا متساوين وأن هناك تراتبية طبيعية يجب احترامها. لكن علينا ألا ننسى أن الليبرالية الحديثة (في مقابل الليبرالية الكلاسيكية) التي تسمى أيضا الليبرالية الديموقراطية الاجتماعية تخفف من غلواء حرية السوق وتؤمن بتدخل الدولة لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين الأفراد في المجتمع. ويمكن أن نسمي من منظري الليبرالية الحديثة الأكثر شهرة في القرن العشرين جون رولس ورونالد دوركين. نتجت الليبرالية عن التطورات التي شهدتها المجتمعات الغربية خلال تاريخها وتمحورت حول حرية الفرد في المجتمع (تقليص السلطات والتشريعات والضغط الاجتماعي لتعزيز حرية الفرد) وحرية السوق.الاشتراكية: تتأسس الاشتراكية على مبدأ ملكية الدولة للخدمات العامة وضرورة تدخل الدولة لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص عبر أولا ملكيتها لوسائل الإنتاج وعبر تقديم حد مقبول من الخدمات لكل الأفراد بغض النظر عن اختلافاتهم. بمعنى أن الاشتراكية مع فكرة وجود قطاع عام عريض. فالاشتراكية ترى بأن الأفراد في المجتمع لا يعيشون أو يعملون فرادى وإنما بالتعاون فيما بينهم ومأخذها على الليبرالية أنها تقود إلى صور من الاستغلال في المجتمع أو تؤدي إلى اختلال العدالة في توزيع الثروة أو الخدمات الأساسية. وهناك صور أكثر راديكالية من الاشتراكية ترفض الملكية الخاصة. ومن الصور الأكثر تطرفا للاشتراكية نجد الشيوعية والتي حكمت مجتمعات كثيرة خلال القرن العشرين.الفاشية: هي ثالث نظريات القرن العشرين وتتأسس على خضوع جميع الأفراد في المجتمع إلى فكرة واحدة تركز على الهوية القومية والنزعة القومية (الوطنية) المعسكرة التي ينفذها «نخبة» المجتمع. وتنزع الفاشية إلى تعزيز النزعة القومية لدى الأفراد وتسخيرهم للمصلحة العليا للأمة. رغم أن كثيرا من الأحزاب والحركات الفاشية تفككت في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية أو حظرت إلا أنها شكلت جزءا مهما من تاريخ الأفكار السياسية في القرن العشرين.بالتأكيد هناك مجتمعات عرفت أشكالا أخرى أو مختلطة من النظريات السياسية.