العالم

الميليشيات تستخدم أطفال اليمن قرابين في جبهات القتال

4.5 ملايين طفل حرمهم الانقلابيون من التعليم

على مشارف عيد الأضحى المبارك، لم يعد الأطفال اليمنيون الذين تزج بهم ميليشيات الحوثي في أتون معاركها يحلمون بكسوة العيد، بعد أن حملتهم الميليشيات الكلاشنكوف، وما يسمى «الجعب»، وغرست في أدمغتهم القتل بدلا من اللعب وممارسة طفولتهم، وحتى ألعاب الأطفال في اليمن هي الأخرى لم تسلم من ذهنية إجرامية استغلتها ميليشيات الحوثي لزراعة الألغام والعبوات الناسفة في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وتعمل ميليشيات الحوثي جاهدة كل يوم لتقديم الأطفال قرابين صراع على مرأى ومسمع من المنظمات الأممية ومنظمات حماية الطفولة، وكل يوم تلحق ميليشيات الحوثي المئات من الأطفال عبر ما يسمى مراكز تحفيظ القرآن، لكنها تدرجهم في حلقات أيديولوجية طائفية، وتغسل أذهانهم وتجبرهم على تعاطي مواد مخدرة من بودرة الشمة، وأغصان القات وغيرها، وتستغل جهل وفقر الأسر للزج بالأطفال إلى المعسكرات بعد أن بدأت تعاني نقصا في أعداد المقاتلين على الجبهات.

وتؤكد الحكومة الشرعية على لسان وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر أن عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم على يد الحوثيين بلغ نحو 20 ألف طفل، وقال وزير الإعلام معمر الإرياني في تصريح صحفي « إن نحو 200 طفل من المقيمين في دار الأيتام بصنعاء لقوا مصرعهم بعد زج الحوثيين بهم في جبهات القتال».

سلام بلا حدود

وأطلقت منظمة سلام بلا حدود -تتخذ من فرنسا ومانشستر مقرين لها ـ حملات لتعريف المجتمع الدولي بجريمة تجنيد الحوثيين لأطفال اليمن، وحثهم على التحرك لإيقافها.

وتقول نائبة رئيس المنظمة ذكرى محمد في تصريح «إن الحملة انطلقت من تعز كبرى المدن اليمنية التي تعرضت لانتهاكات ميليشيات الحوثي، والتي ترزح تحت الحصار منذ أربع سنوات، وأن المنظمة منذ إنشائها في 2012 تعمل بشكل تطوعي لخدمة السلام وبمحاولات جادة للحد من الحروب من خلال نشر فكر تقبل الآخر وإرساء احترام حرية التعبير.

40 ألف طفل

وأشارت ذكرى إلى أن التقارير من داخل اليمن تشير إلى ارتفاع أعداد الأطفال ممن يجبرون على حمل السلاح، ويقدر عددهم بأربعين ألف طفل، وأحيانا تكون أعمارهم أقل من السابعة، «وقد وجهنا هذه الحملة بتركيز كبير خاصة بعد تصاعد العمليات العسكرية في الفترة الأخيرة، فالحوثيون يستغلون الأطفال باتجاهين، أولا تعويض نقص الجنود لديهم، وثانيا استغلالهم إعلاميا.

وأضافت أن آليات عمل الحملة تعتمد على نشر البيانات بشكل مستمر وتوثيق الجرائم بحق الإنسانية بأفلام وشهادات حية، إلى جانب أنشطة أخرى مثل إقامة الندوات والتوعية من خلال تواصل ممثليهم بعوائل اليمنيين لشرح مخاطر انخراط أطفالهم في الحرب، وأيضا التواصل مع جهات حكومية يمنية لتنظيم عملية إعادة الأطفال لحياتهم الطبيعية بعد استرجاعهم من يد الحوثي، ومحاولات الضغط على الجهات التي تجند الأطفال، والسعي لوضع قانون رسمي يمنع تجنيدهم، والضغط على المنظمات الدولية والأمم المتحدة لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية الأطفال.

فقاسة التجنيد

ويرى المراقبون أن المجتمع الدولي يركز على الجوانب الإنسانية، ويتجاهل مسألة تجنيد الأطفال من قبل الحوثيين، لأسباب غير واضحة، مما شجع الحوثيين على فتح المئات من مراكز تجنيد الأطفال تحت مسمى المراكز الصيفية كل عام التي تؤدي دور «فقاسة التجنيد»، بل وعملت الميليشيات على إغلاق المدارس عنوة لإفراغها من أداء رسالة العلم، وإبعاد الطلبة عن التعليم، فضلا عن عمليات الترهيب ضد الأهالي للزج بأبنائهم في الجبهات بقوة السلاح، واستغلال حالات فقر الأسر اليمنية، فضلا عن ترغيب بعض الأسر بتسجيل أبنائهم لاستلام معونات غذائية أو رواتب، في تحد للقوانين الدولية التي تجرم هذه الأفعال.

مجندات حوثيات

ولم يقتصر الأمر على الذكور، بل امتد إلى الفتيات، ومراكز دور الأيتام، وعرضت منظمات حقوقية أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف 4 تقارير عن انتهاكات ميليشيات الحوثي لحقوق الإنسان في اليمن.

أسباب التجنيد
  • تراجع ونقص أعداد المجندين لديها بعد مقتل أعداد كبيرة منهم
  • امتناع الكثير من الأهالي عن المشاركة في الحرب العبثية التي يخوضونها بالنيابة عن إيران
  • تركيز الحوثيين على محافظات صنعاء وذمار والحديدة وصعدة وعمران وحجة لتجنيد الأطفال


مهمة صعبة

«مشكلة الأطفال المجندين في اليمن و40% منهم من الفتيات لا يعرفون أنهم ذاهبون إلى القتال، ومهمتنا صعبة لإعادة هؤلاء لأحضان عائلاتهم والعودة إلى مدارسهم، لأن تجنيدهم يأتي إجباريا».

الدكتورة أستريد ستوكيلبيرغر - الخبيرة الدولية في الأمم المتحدة

انتهاكات الحوثيين بحق الأطفال وفقا لوزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر
  • حرمان 4,5 ملايين طفل يمني من التعليم
  • 1,6 مليون حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين
  • 20 ألف طفل جندهم الحوثيون
  • 2500 طفل منذ بداية 2018
  • 38 ألف مدني بين قتيل وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال نتيجة الانتهاكات الحوثية
  • 2372 مدرسة تعرضت للقصف جزئيا وكليا
  • 1500 مدرسة أخرى تستخدم كسجون وثكنات عسكرية