العالم

تسونامي اقتصادي متوقع في الشارع الإيراني بعد العقوبات الأمريكية

جيل ما بعد الثورة يوصل رسالته لروحاني ورجال الدين

علق مصرفي في طهران بعد يوم من العقوبات الأمريكية على بلاده، بأن الوضع في هدوء اصطناعي، يمكن بعده أن تحدث عاصفة حقيقية. وشهد الاقتصاد الإيراني على مدار الأسابيع الماضية واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخ البلاد، كما فقدت العملة الوطنية الريال نصف قيمتها منذ مايو، ونتيجة لذلك ترسخت حالة من الخوف في أنحاء البلاد.

ووفقا لأستاذة جامعية في طهران طلبت عدم ذكر اسمها، فإن «التسونامي الاقتصادي» يمكن أن يأتي لاحقا، وتقول «قد يصل الأمر لدرجة أنه إذا ما ترك شخص حقيبة مليئة بالريالات، فإن اللص سيسرق الحقيبة فقط».

ويتابع التجار الإيرانيون بقلق أسعار العملات في الأيام الأولى للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، ويؤكد مهران وهو تاجر أدوات رياضية في سوق تجريش بطهران - الذي طلب عدم ذكر اسمه بالكامل - أنه بالنسبة له ولزملائه في السوق فإن الأرقام فقط هي ما تعنيهم، و»أنها لا تكذب على عكس السياسيين».

ويأتي استئناف العقوبات الأمريكية بعد 90 يوما من انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من الاتفاق النووي الذي جرى توقيعه في 2015 بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا.

وسيتم إعادة فرض عقوبات أكثر إيلاما في نوفمبر، بهدف تخفيض واردات الدول الأخرى من النفط الإيراني إلى الصفر. كما سيتم تعطيل معاملات المدفوعات الدولية مع إيران.

وعشية العقوبات، خاطب الرئيس الإيراني حسن روحاني شعبه قائلا «بالهدوء والتضامن والوحدة داخل القيادة السياسية وبين أفراد الشعب، يمكننا أيضا اجتياز هذه الحرب النفسية مع الولايات المتحدة»، إلا أن الرجل في الوقت الحالي لا يمكنه توقع الكثير من التضامن، لا من القيادة ولا من الشعب.

فالقيادة السياسية في إيران منقسمة على نفسها، فالمتشددون يطالبون روحاني بالمثول أمام البرلمان كما يطالبون باستقالته، أما مؤيدوه داخل المعسكر الإصلاحي فهم أيضا يشعرون بخيبة أمل تجاهه.

ولا يمكن أن يتوقع روحاني حتى تضامنا أقل من الشعب، فخلال الأيام القليلة الماضية كانت هناك اضطرابات في عدد من المدن، للمرة الثالثة هذا العام.

رسالة جيل

وفي الواقع فإن الاحتجاجات لم تكن فقط تعارض المسار الاقتصادي للبلاد، فقد كان شعار «هذه الجمهورية الإسلامية لم تكن قراري»، رسالة سياسية واضحة إلى روحاني ورجال الدين.

ويقول الطالب نادر «هذه الرسالة البسيطة من الجيل دون سن الأربعين والذي لم يكن مولودا قبل الثورة الإسلامية (عام 1979) توضح تقريبا كل شيء».

وتردد هذا الشعار كثيرا على المسامع خلال الاحتجاجات، وتم نشره آلاف المرات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويرفض روحاني الانتقادات، ويرى أن الأزمة ليست من صنعه، وإنما نتيجة لسياسة ترمب وانسحابه غير القانوني من الاتفاق النووي.

الهدف من العقوبات
  • منع إيران من الحصول على الدولارات الأمريكية
  • منعها من القدرة على الاتجار في الذهب والمعادن النفيسة
  • حظر التجارة في بعض المعادن الأخرى والمواد الخام وبرمجيات الصناعة