الرأي

4 أسباب لتفكيرك العدواني!

قبل الوصول إلى مرحلة السلوك العدواني هناك تفكير عدواني، وعدم القضاء عليه مبكرا يحول المسألة من تفكير عدواني إلى سلوك عدواني مرضي. من أهم مسببات التفكير العدواني نقص المهارات في 4 مجالات حيوية. وهذا النقص المهاري ولد لدينا عجزا في التعامل مع هذه المجالات، وهذا العجز ولد الإحباط.

والإحباط يقود للعدوانية حسبما ذكر في نظرية الإحباط لدولار وميلر وغيرهما من علماء أمثال دوب ومور وسيرز الذين أجمعوا على أن السلوك العدواني يظهر نتيجة للإحباط.

والإحباط عبارة عن استثارة انفعالية غير سارة تمثل وضعا مزعجا للفرد، كما أن هذه الاستثارة يمكن أن تستدعي من الفرد استجابات عدة، من بينها العدوان، اعتمادا على نوع الاستجابات التي تعلمها الفرد في تعامله مع مواقف مماثلة.

لن أتطرق إلى الأسباب العضوية أو النفسية للسلوك العدواني، ولكن سأستعرض المجالات الأربعة التي قد يزيد بها سلوكنا العدواني حينما لا نملك المهارات الكافية لإدارتها.

ضعف التعامل مع الغضب:

ضعف مهارة إدارة الغضب يقودنا إلى العدوان. الغضب أحد المشاعر الطبيعية، وأمر لا يمكن تجنبه لأن له عوامل خارجية أيضا، ولكن يمكن إدارته، وهذه الإدارة هي التي تحمينا من التهور والوصول إلى مرحلة العدوان. ولعل أفضل ما قرأت في هذا المجال هو كتاب إدارة الغضب للكاتب جيل لندنفيلد.

ضعف التعامل مع الفشل:

يجب إدراك قاعدة مهمة، وهي «ليس هناك فشل بل خبرات وتجارب»، والفشل الوحيد هو الاستسلام والتوقف عن المحاولة! وعدم تحقيق أمر ما تم التخطيط له لا يعني نهاية العالم، بل هي إشارة إلى أن تحقيق هذا الأمر بهذه الطريقة غير ناجح وتبقى أكثر من 1000 طريقة أخرى يجب أن أجربها. ومن الكتب الجميلة جدا التي ساعدتني في هذا المجال كتاب جون ماكسويل بعنوان «الفشل البناء»!

ضعف التعامل مع الناس:

بسبب ضعف مهارة التواصل مع الناس بجميع أشكالهم سواء المختلفين عنك أو المنافسين لك أو صعبي المراس أصبح الحل لدى البعض اللجوء للعزلة كحل لعدم المواجهة أو العدوان في حالة المواجهة! وكل هذا بسبب أنه لا يوجد لدينا بدائل أخرى للتعامل مع هذه النوعية من البشر، على الرغم من أن عددهم كبير جدا، وهم موجودون بيننا، بل في داخل بيوتنا. الهروب والعدوان وجهان لعملة واحدة هي الفشل في التعامل مع كل مسيء ومنافس ومختلف، وهي حلول مؤقتة، لذا أنصح بكتاب لا زال عالقا في ذهني، وهو للكاتب الرائع دكتور ريك بعنوان التعامل مع الناس صعبي المراس.

ضعف التعامل مع الضغوط: الحياة لم تعد سهلة كالسابق، وفيها عدد من التحديات سواء تحديات البقاء أو تحديات النجاح. ولأن التحديات جزء أساسي في حياتنا يجب أن نكون جاهزين لهذا الجزء المفصلي في حياتنا، لأن هذا الجزء هو مفترق طرق لحياة كثير من البشر! هناك من توقف تماما عند هذا الجزء وتوقف طموحه في الحياة ومنهم من استسلم لضغوط الحياة وأصبح مصابا بأمراض الضغط، ومنهم من فقد جميع فرص الاستمتاع بهذه الحياة وتحول إلى آلة تقوم بممارسة روتين يومي ممل، ومنهم من تحول إلى عدائي لنفسه وللآخرين بسبب هذه الضغوط الحياتية! لذا وفي هذا المجال أنصح وبشدة بقراءة كتاب الدكتور إد بونيسك والدكتور هيني بعنوان الدليل العملي لإدارة ضغوط الحياة.

S_Meemar@