معرفة

كشوفات حديثة: الدوادمي كانت موطنا لصهر وتصدير المعادن قبل 1200 عام

أعلنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن اكتشافات أثرية جديدة أظهرتها نتائج العمل الميداني ضمن الموسم الأول من مشروع التنقيب في موقع حليت الأثري بمحافظة الدوادمي في منطقة الرياض، التي أثبتت أهمية الموقع بشكل واضح من خلال الكشف عن مجموعة من الظواهر العمرانية المتنوعة في الموقع.

وأوضح رئيس فريق التنقيب ومدير إدارة التراث الوطني في الهيئة بمنطقة الرياض عجب العتيبي، أن الحفرية كشفت عن مسجد جامع يتوسط المستوطنة على نمط المساجد المبكرة في العصر الإسلامي الأول، ونماذج لمساكن مكونة من أفنية وغرف للتخزين ومناطق عمل تحوي أفرانا لصهر المعدن ومعالجته، كما تم الكشف عن أفران متجاورة كانت تمثل نموذجا لمراحل التعدين التي وصفتها المصادر الإسلامية، وأيضا معثورات فخارية وزجاجية وأخرى منفذة من الحجر الصابوني وأدوات دقيقة مثل الخرز والمكاييل الزجاجية التي تعطي انطباعا مبدئيا على وجود حراك اقتصادي وتجاري في المستوطنة.

وأفاد بأنه تم توثيق مجموعة من النقوش والكتابات الإسلامية حول الموقع، مبينا أن هذه الكتابات تعطي بعدا جديدا لتاريخ المنطقة وحضارتها خلال الفترة الإسلامية المبكرة، وذهب إلى أن الفخار الذي تم اكتشافه بالموقع خضع للدراسة والتصنيف وظهر من النتائج المبدئية أنه يمكن تأريخه للعصر الإسلامي المبكر الأموي وبداية العباسي، أي قبل نحو 1200 عام.

وأشار إلى أن مشروع التنقيب في موقع حليت الأثري بمحافظة الدوادمي يركز على أعمال التنقيب في المنطقة المسيجة للموقع الأثري الذي تبلغ مساحته 600م في 100م، مبينا أن هدف المشروع التحقق من كثافة المعثورات الأثرية والكشف عن الأدوات والوسائل المصاحبة لأعمال التعدين.

وذكر رئيس فريق التنقيب أن أول الأعمال الأثرية التي أجريت في الموقع والذي يعد من أهم مستوطنات التعدين في الفترة الإسلامية المبكرة، تم ضمن أعمال مسح لمنطقة وسط المملكة عام 1401هـ، وسجل في الموقع عدد من آثار التعدين، حيث ينتشر على سطحه عدد غير قليل من كسر الأواني الفخارية والزجاجية، كما يمتاز الموقع بكثرة الرحى الحجرية المستخدمة في طحن المعادن، لافتا إلى أن هناك دلائل تبين أهمية هذه المدينة ومكانتها الاقتصادية منذ وقت مبكر في التاريخ، وضرب الأمثلة على ذلك بالتخطيط العام والنسق المعماري المميز والمتمثل في المسجد الجامع والوحدات والدور السكنية المترابطة ومواقع صهر المعادن ومعالجتها.

نقوش ومواقع أثرية بالدوادمي
  • نقشان تاريخيان كتبا بالخط السبئي في مركز مأسل 40 كلم من المحافظة، وصاحب النقش الأول الملك أبكر أسعد من أشهر ملوك حمير التبابعة، والثاني الملك معد يكرب الحميري وإلى الجنوب بعيدا عن هذين النقشين تظهر على واجهات الجبال نقوش ورسوم على صخور كبيرة للوعول والنعام، وفي الجنوب الأوسط من المحافظة.
  • آثار جبل ثهلان التي تحتوي على رسوم الأسود في مطيوي دلعة في الجهة الجنوبية الغربية، إضافة إلى رسوم لمجموعة بشر على هيئة راقصة.
  • موقع صفاقة الذي يبعد عن المحافظة 20 كلم جنوبا والمكتشف عام 1979م لا تزال الاكتشافات الأثرية قائمة، إضافة إلى المسوحات الأثرية في موقع ماسل أو ما يسمى بجبل الجمح الذي يبعد حوالى 40 كلم جنوب شرق الدوادمي.
  • نقوش ورسومات صخرية ترجع للقرن الخامس الميلادي تحكي أسرار ذلك العصر المندثر بين الصخر، وتظهر النقوش والرسومات الصخرية قدرة الإنسان في تلك العصور على التكيف مع الظروف المحيطة وتسخير الطبيعة لخدمته.
  • جبل جبلة، الذي جاء ذكره عند الشاعر امرئ القيس، ويوجد في المنتصف منه العديد من النخيل والغارات.
  • قرية وضاخ، وهي قرية ومنبر في الطرف الشمالي من بلاد بني نمير يعود تاريخها إلى العصور الإسلامية المبكرة.
  • جبال الأسودة في جنوب غرب المحافظة يقع أشقر البراقة، ويشتهر بمعادن الذهب والفضة.