الرأي

تطور العالم الافتراضي.. كيف نواكبه؟

ناصر الهزاني
كيف سنقرأ المحتوى الإعلامي مستقبلا، وكيف سيكون شكله؟

لن تكون صناعة الأخبار والمحتوى الإعلامي كما هي عليه اليوم. ستتغير المعادلة وتكون الصورة والفيديو حاضرين بقوة وسيغيران شكل ومحتوى الأخبار.

هذا ما يعمل عليه فابريس فريس المدير العام الجديد لوكالة فرانس برس من خلال خطة عمل تقوم على تطوير سريع للفيديو، لزيادة أرباح الوكالة إلى 30 مليون يورو خلال السنوات الخمس المقبلة.

فريس قدم «خارطة طريق» إلى مجلس إدارة الوكالة، تتضمن رفع نسبة أعمال الصورة والفيديو إلى 50 % من أعمال الوكالة بحلول عام 2022 مقارنة مع النسبة الحالية 39 %.

ما دفع مدير وكالة فرانس برس إلى ذلك هو أن الفيديو أصبح يشكل 40 % لدى (أسوشيتدبرس) ورويترز، حيث تعدان أكبر مزودين للفيديو في العالم، متفوقتين على فرانس برس في السوق العالمي اليوم.

ما يحدث في عالم الأخبار وصناعة المحتوى من تغير فرض على المؤسسات الإعلامية الكبرى إعادة النظر في العديد من أعمالها بما ينسجم مع التحولات المتسارعة في ظل تقلص العائدات وزيادة النفقات في السنوات الأخيرة، وهو ما أثار القلق حول مصير تلك المؤسسات العريقة.

لكن كيف يستطيع مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعية ورواد الأعمال الاستفادة من هذا التغير المتسارع الذي يشهده العالم الافتراضي اليوم بحيث يكون لهم حضور فاعل؟ يمكن لهم تحقيق ذلك من خلال تطبيق بعض الخطوات العملية البسيطة:

أولا: صناعة قصص إخبارية جديدة متفردة تختلف عن الكم الهائل من المعلومات والأخبار المتداولة على الوسائط الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعية يوميا.

ثانيا: التركيز على الصورة والفيديو وصناعة محتوى هادف لا يخلو من التشويق والإثارة.

ثالثا: مراعاة عامل الوقت ومعرفة مزاج الجمهور أمر مهم، حيث لم يعد المستخدم الحالي يملك كثيرا من الوقت لمشاهدة مقطع طويل، وهو ما يجعله ينصرف إلى منتج ومحتوى آخر.

رابعا: إدراك تغير سلوك

مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعية واهتماماتهم، وحتى يكون محتواك متميزا فمن المهم التركيز على جوانب واهتمامات تتقنها كي تقدمها بأحسن طريقة لمتابعيك.

ولا ننسى أن احترام الذوق العام ومراعاته عند صناعة أي محتوى وتقديمه للجمهور أمر ضروري في جميع المجتمعات.

بقي أن نقول إن إحدى أكبر وكالات الأنباء العالمية تبث حاليا ثلاثة آلاف صورة ونحو 250 شريط فيديو، وهذا يعطي مؤشرا على تنامي الاعتماد على الصورة والفيديو في صناعة المحتوى والأخبار.

nalhazani@