العالم

التعاون الخليجي: الاعتداء يؤكد رفض الحوثي الحل سياسي

يدل هجوم الميليشيات الحوثية على ناقلتي نفط سعوديتين الأربعاء الماضي في البحر الأحمر على عدم جدية هذه الميليشيات في التوصل إلى حل سياسي، وأنها تعمل لتنفيذ مصالح إيران في مواجهة العقوبات الأمريكية بحسب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية والمفاوضات في مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبدالعزيز العويشق.

وأبان أنه من حسن الحظ أن إحدى الناقلتين فقط تعرضت لأضرار طفيفة، بحسب ما ذكرته شركة أرامكو، ولم تقع إصابات بين البحارة نتيجة لهذا الهجوم كما لم يتسرب الزيت من الناقلتين، ولكن الخطر ما زال موجودا لوقوع إصابات بالغة مستقبلا، قد تؤدي إلى تسرب النفط، أو حتى إغلاق باب المندب فيما لو وقع الهجوم في مضيق باب المندب نفسه.

وأشار العويشق إلى أن الآثار الناجمة عن هذا الهجوم يمكن أن تشمل انخفاض معدلات النفط الذي يصل إلى أوروبا، وارتفاع أسعاره في القارة الأوروبية، وذلك في ضوء قرار شركة أرامكو بوقف شحن البترول عن طريق باب المندب بصفة موقتة، إلى أن تتم إعادة تقييم الوضع، وفي حال أغلق مضيق باب المندب نتيجة هجمات مشابهة مستقبلا، فإن الآثار سوف تكون أكثر من ذلك، بارتفاع أسعار الشحن والتأمين، وارتفاع الأسعار العالمية للسلع التي تمر من خلال المضيق، وانخفاض حاد في الإمدادات.

واستطرد بأن هجوم الحوثيين على ناقلات أرامكو مؤشر لعزم الانقلابيين على التصعيد وعدم رغبتهم في السلام أو التوصل إلى حل سلمي، وفي الوقت نفسه فهو مؤشر على عزم إيران توسيع نطاق المواجهة مع الولايات المتحدة خارج منطقة الخليج العربي، فبعد تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز في حال توقفت الصادرات النفطية الإيرانية، والرد الأمريكي الحازم، تسعى إيران من خلال الميليشيات الحوثية لتحقيق الهدف نفسه من خلال تعطيل مضيق باب المندب.

وشدد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وجادة لمواجهة هذا الخطر، وأن مهادنة الحوثيين لا تؤدي إلى إبداء المرونة، بل على العكس قد أدى إلى تصعيدهم كما حدث أخيرا في الهجوم على الناقلتين السعوديتين.