تفاعل

الشركات العائلية ودورها في التنمية الاقتصادية

عبدالقادر ورسمه غالب
منذ فترة طويلة والشركات العائلية لها دور مميز في المجتمع من نواح عدة، خاصة الاقتصادية والتجارية والاجتماعية. والشركات العائلية قامت علي أيادي ومجهود وعرق الأجداد الكبار والآباء والأعمام الذين سهروا الليالي وتحملوا الصعاب وقدموا التضحيات والصبر حتى يكسبوا لقمة العيش الحلال لهم ولأسرهم، وكذلك لكل مجتمعهم. وقائمة الأسماء من هؤلاء الرجال الأفذاذ طويلة ولا مجال لذكرها هنا، خاصة أن هؤلاء الرجال معروفون للجميع وما قاموا به من أعمال يفتخر بها الجميع.

إن ما قامت به الشركات العائلية، وما تقوم به حاليا، من أعمال جليلة وعظيمة لا يخفى على أحد. وهذه الأعمال تقف خير شاهد على نفسها بنفسها، ولا تحتاج لدليل لأن الجميع يشعر بها في حياته. وهذه الشركات العائلية منتشرة في كل ركن وفي كل شارع وفي كل القرى والأزقة، وهي تقدم كل أنواع الخدمات من تجارة وصناعة وزراعة وبناء وتشييد وتعليم وتقنية وتعليم وتدريب وتأهيل وملبوسات وسياحة وترفيه وفنادق وترحيل ومواصلات وأغذية ومأكولات ومطاعم وملبوسات وأحذية وأكسسوارات وإعلام ودعاية وتطوير ونشاط عقاري ورياضة وغيرها.

والشركات العائلية، وبمختلف تخصصاتها ونشاطاتها المتعددة، تغطي كل هذه المجالات وتعمل فيها جميعها ليلا ونهارا لخدمة المجتمع في أي زمان ومكان. وهذا العمل الدؤوب يتواصل دون كلل أو ملل لتقديم أفضل الخدمات لمن يرغب، ومن هذا العمل النشط المتواصل فإن المستهلك يجد ضالته وكل ما يبحث عنه، وكل هذا بفضل مجهودات وأفكار الشركات العائلية ومن يقف خلفها بالأفكار والأموال والجهود الجبارة والعرق.

ولا ننسى أن الشركات العائلية، في كل أنحاء العالم، تحتل نسبة عالية جدا في دعم الاقتصاد الوطني وتنمية التجارة المحلية. وبالإضافة لهذا، فإن الشركات العائلية تقدم فرص العمل والتوظيف لآلاف الشباب والأيدي العاملة من الجنسين، وهذا يخدم البلد وكل الأسر والبيوت. وعبر الوظائف التي تقدمها الشركات العائلية يقوم الشباب بالمشاركة الفاعلة في الإنتاج وتنمية الدخل القومي، وهناك أمثلة كثيرة أيضا لا نستطيع حصرها. ولكن الفضل الكبير في هذا يعود للشركات العائلية التي وفرت الفرص وقدمت التدريب وأتاحت الفرصة الجيدة لكل من يريد التفوق والبروز في العمل والإنتاج.

كم هو معلوم فإن المجالات التي تساهم فيها الشركات العائلية عديدة ومتنوعة، وعلينا وعلى كل الجهات المختصة تقديم كل العون لهذه الشركات وتوفير الفرصة الملائمة لها للمنافسة في خدمة الوطن وشباب الوطن. ونأمل من الجهات الحكومية إتاحة الفرصة للشركات العائلية للمنافسة في كل العطاءات والمزايدات الخاصة بالمشاريع الحكومية ومنحها الأفضلية لتتمكن من المشاركة بفعالية في هذه النشاطات، وبالطبع فإن هذا الدعم سيساعد على تقويتها وزيادة أعمالها ومواردها ومن هذا يستفيد الجميع. وكذلك المساعدة في توفير التسهيلات المالية والقروض الميسرة للشركات العائلية حتى تتوفر لها الموارد المالية الكافية التي تمكنها من الانطلاق في تنفيذ المشروعات الاقتصادية والخدمية التي تعود بالفائدة على الجميع.

كما يجب فتح المجال للشركات العائلية للإدلاء بآرائها وتقديم النصح للجهات التنفيذية والتشريعية في المسائل الخاصة بالتجارة والاستثمار والاقتصاد الوطني، وذلك للاستفادة من تجاربها العملية المتراكمة، وبهذا تكون النتائج أفضل وأعمق لأنها أتت من مجرب وصاحب خبرة عملية متواصلة.

إن دعم الشركات العائلية يعد مسؤولية وطنية وواجبا قوميا، ويجب علينا جميعا الحفاظ على هذه الشركات والوقوف خلفها كالبنيان صفا واحدا حتى تظل تعمل وتساهم في بناء المستقبل.