أعمال

الميليشيات الحوثية الإيرانية تهدد العالم باستهداف ناقلات النفط السعودية

اعتبر أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالله العساف أن الاعتداء الإرهابي على الناقلات النفطية اعتداء عالمي وليس اعتداء على السعودية ودول التحالف فحسب، ويأتي ذلك بعد أن أعلن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح أن المملكة ستعلق جميع شحنات النفط الخام التي تمر في مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة فيه آمنة، بعد أن تعرضت ناقلتا نفط تابعتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري تحمل كل منهما مليوني برميل من النفط الخام لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر.

أسعار الطاقة العالمية

وأوضح العساف أن الناقلتين السعوديتين كانتا تعبران المياه الدولية والتي تنقل الطاقة إلى العالم وبعد أن تعرضتا لعملية إرهابية فإن هذا بدوره سينعكس وبشكل كبير على أسعار الطاقة في العالم أجمع من خلال ارتفاع بوليصة التأمين وتحويل مسار الشركات النفطية، والتي تحمل أيضا مواد من الغرب إلى الشرق عبر الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، لذلك فردود الفعل الدولية متوقعة، فاليوم رأينا الكويت تدرس إيقاف النفط موقتا عبر مضيق باب المندب، خاصة إذا ما علمنا أن المخزون الأمريكي منذ نحو 42 شهرا وصل إلى أقصى مستواه.

الاقتصاد السعودي قوي

وأفاد العساف بأننا -مع ذلك- نؤكد أن الاقتصاد السعودي قوي ومتين فلا يتأثر بناقلة أو ناقلتين رغم انعكاس ذلك على دول العالم أجمع، فالاقتصاد هو قاطرة السياسة وهو من يقودها وهو من يتحكم ويوجه مساراتها، فضلا عن الأضرار البيئية التي قد تؤثر على البحر وانعكاسها البيئي على العالم وليس على السعودية فهي عوامل بيئة ومتنقل للبحر مرتبطة بمحيطات سوف تنتقل عبر المحيطات والأحياء البحرية.

الإرهاب الإيراني مستمر

وقال أستاذ الإعلام السياسي «اليوم الأمم المتحدة مطالبة بموقف واضح، حيث اصطفت بالأمس بجانب الحوثي بعدم تحرير الحديدة، واليوم تبنى أولى الثمرات، فإيران لديها تكتيك استراتيجي مبني على معالجة الأزمة بأزمات أخرى، حيث صدرت خطابها العدائي للعالم بخطابات صوتية لأتباعها ثم أعطتهم الضوء الأخضر لتنفيذ هذه التهديدات، واحد منها كان يوم أمس حيث رأينا تهديد ناقلتين سعوديتين ورأينا ارتفاعا في أسعار البترول، كما رأينا إيران تستبق القرار الأمريكي قبل الرابع من نوفمبر.

وأضاف أن ما يحدث في العراق تحديدا ليس انتفاضة ضد الحكومة العراقية، بل هي فوضى إيرانية ممنهجة نجدها في المناطق الشيعية الغنية بالنفط وفي مناطق كركوك في الشمال، إذن إيران اليوم تحاول تصعيد أسعار البترول والطاقة العالمية إلى أسعار غير مسبوقة للالتفاف على القرار الأمريكي لئلا يتم، لأنها تعلم جيدا أنها لا تستطيع إغلاق المضيق، فهو اليوم شريان حيوي للعالم ويصطف العالم أجمع حينها لمقاضاة ومحاربة السياسة الإيرانية، لكنها بدأت بالأمس عن طريق استمرارها بالعمليات الإرهابية عبر مقعد خلفي لقيادة الإرهاب عبر ضرب الناقلات النفطية وأنابيب النفط في العراق وتقليل النفط الذي يمد إلى السوق، إذن هي تستبق الرابع من نوفمبر بخطط إرهابية.

تأثر التجارة العالمية

وزاد العساف أنه وحينما ترتفع أسعار الطاقة سترتفع أيضا أسعار المخرجات والنقل والتأمين، وهذا له انعكاس سلبي، فالعالم إذن لا يستطيع تصدير المنتج بنفس السعر السابق نتيجة ارتفاع فاتورة النفط، وبالتالي سيسبب نوعا من الكساد العالمي وتباطؤا في النمو الاقتصادي، سواء للدول المنتجة أو للمستهلكة، ففي حين استهلاك منتج ماء بـ50 دولارا سيصبح بـ 100 دولار، مما يصعب شراءه في كافة المنتجات كالمركبات والملابس ونحوها من كل ما هو يصدر، فإيران تحاول الآن زيادة الركود الاقتصادي وبالتالي انعكاسه على العالم في البطالة والأمن وكل ما يمس حياة الإنسان في مختلف دول العالم وليس فقط في منطقتنا.

وجوب تطهير الحديدة

وشدد العساف على وجوب تطهير الحديدة، فهي المنفذ والرئة التي تتنفس منها الميليشيات الحوثية، سواء لاقتصاد الظل الذي تجني منه أرباحا ومداخيل مالية كبيرة، أو تهريب الأسلحة والألغام الإيرانية، لذا فإن تطهير الحدية مهم جدا ينعكس على الأمن والسلم والاستقرار العالمي، وأيضا ينعكس على الحالة الإنسانية داخل اليمن، فاليوم يجب أن ترفع الأمم المتحدة يدها عن التحالف، وعن موضوع اليمن فهناك قرار أممي 2216 ما تزال الأمم المتحدة عاجزة عن تطبيقه، لأن المتحكمين في مسار الأزمة من قبل الدول الخمس الكبار لديهم مصالح كبيرة، فالأمم المتحدة تحرك الأزمات لكنها لا تحلها، فهناك من يريد أن تبقى حبال مثل هذه الأزمة في المنطقة يحركها حيث يشاء، تبعا لمصالحه السياسية والاقتصادية.