قادة الجيل الثاني كيف نصنعهم؟
الاثنين / 3 / ذو القعدة / 1439 هـ - 19:15 - الاثنين 16 يوليو 2018 19:15
خلق جيل ثان من القيادات قادر على تولي دفة القيادة عند رحيل الجيل الأول من أبرز التحديات التي تواجه المنظمات في عصرنا الحالي، لذلك تعاني كثير من المنظمات عند رحيل الجيل الأول من القادة لأي سبب كان، ويشمل ذلك جميع المنظمات سواء كانت حكومية أو خاصة أو عائلية، لكنه أكثر تأثيرا في المنظمات الخاصة أو العائلية، إذ تفلس بعض المنظمات وتخرج من السوق لهذا السبب، والمنظمات الحكومية ليست استثناء، لكن تأثير غياب القيادات البديلة أقل حدة من منظمات القطاع الخاص، لأنها لا تعمل في سوق منافسة أو مبدأ الربح والخسارة.
غياب القيادات البديلة أو ما يسمى الجيل الثاني من القيادات له أسباب كثيرة يمكن تقسيمها إلى خلل وعيوب في تصميم الهياكل التنظيمية، وهي نتيجة حتمية لعدم منح إعداد الهياكل التنظيمية لكثير من المنظمات الاهتمام الكافي، بل إن من يتولى إعدادها أشخاص غير متخصصين رغم أهميتها في خلق الوظائف وتحديد المناصب الإدارية، الأمر الذي نتج عنه غياب مناصب إدارية يمكنها تهيئة الجيل الثاني من خلالها كمنصب مساعد أو نائب للمدير.
والنقطة الأخرى التي لها أبعاد تنظيمية تكمن في عدم تدوير القيادات، وغياب استراتيجية إعداد وتأهيل القيادات البديلة أو وجود مشكلة لدى مسؤولي الإدارة العليا أنفسهم، تتمثل في عدم الرغبة في خلق جيل ثان من القيادات، كي لا يتم الاستغناء عنهم، وهي ظاهرة غير موجودة في الدول المتقدمة لشيوع تلك الثقافة.
يضاف إلى التحديات السابقة أن القطاع العام الذي تعمل الحكومة حاليا على هيكلته ليكون داعما لها في تحقيقها رؤيتها وبرامجها التحويلية يعاني من غياب القيادات، فمعظم من يتولى المناصب الإدارية فيه هم مديرون وليسوا قادة، والفرق بينهما كبير، وليس المجال هنا لسرد الفروقات بين المدير والقائد - ويمكن معرفة ذلك من خلال البحث على شبكة الانترنت.
وبعيدا عن الفروقات بين المدير والقائد، فإن معضلة أخرى ألمحت إليها دراسة لوزارة الخدمة المدنية نشرت في مؤتمر القيادات الإدارية الحكومية في المملكة: الواقع والتطلعات الذي عقد في ديسمبر 2014 قبل نحو أربعة أعوام، تشير إلى أن نحو 80% من القياديين للمرتبة من 11 إلى 15 تجاوزت أعمارهم الـ 51 عاما، وما نسبته 25% منهم مؤهلاتهم دون الجامعية، وهذا يعني أن أزمة القيادات الإدارية يفصلنا عنها نحو خمسة أعوام، وهي ليست بعيدة.
كل هذه المعضلات يمكن أن يكون برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية في معهد الإدارة ممثلا في برنامج القيادات الإدارية تجاوزها شريطة أن تتم إزالة المعوقات الإدارية التي تمنع تولي هؤلاء لمناصب قيادية عند إكمال هذا البرنامج.
mohdalofi@
غياب القيادات البديلة أو ما يسمى الجيل الثاني من القيادات له أسباب كثيرة يمكن تقسيمها إلى خلل وعيوب في تصميم الهياكل التنظيمية، وهي نتيجة حتمية لعدم منح إعداد الهياكل التنظيمية لكثير من المنظمات الاهتمام الكافي، بل إن من يتولى إعدادها أشخاص غير متخصصين رغم أهميتها في خلق الوظائف وتحديد المناصب الإدارية، الأمر الذي نتج عنه غياب مناصب إدارية يمكنها تهيئة الجيل الثاني من خلالها كمنصب مساعد أو نائب للمدير.
والنقطة الأخرى التي لها أبعاد تنظيمية تكمن في عدم تدوير القيادات، وغياب استراتيجية إعداد وتأهيل القيادات البديلة أو وجود مشكلة لدى مسؤولي الإدارة العليا أنفسهم، تتمثل في عدم الرغبة في خلق جيل ثان من القيادات، كي لا يتم الاستغناء عنهم، وهي ظاهرة غير موجودة في الدول المتقدمة لشيوع تلك الثقافة.
يضاف إلى التحديات السابقة أن القطاع العام الذي تعمل الحكومة حاليا على هيكلته ليكون داعما لها في تحقيقها رؤيتها وبرامجها التحويلية يعاني من غياب القيادات، فمعظم من يتولى المناصب الإدارية فيه هم مديرون وليسوا قادة، والفرق بينهما كبير، وليس المجال هنا لسرد الفروقات بين المدير والقائد - ويمكن معرفة ذلك من خلال البحث على شبكة الانترنت.
وبعيدا عن الفروقات بين المدير والقائد، فإن معضلة أخرى ألمحت إليها دراسة لوزارة الخدمة المدنية نشرت في مؤتمر القيادات الإدارية الحكومية في المملكة: الواقع والتطلعات الذي عقد في ديسمبر 2014 قبل نحو أربعة أعوام، تشير إلى أن نحو 80% من القياديين للمرتبة من 11 إلى 15 تجاوزت أعمارهم الـ 51 عاما، وما نسبته 25% منهم مؤهلاتهم دون الجامعية، وهذا يعني أن أزمة القيادات الإدارية يفصلنا عنها نحو خمسة أعوام، وهي ليست بعيدة.
كل هذه المعضلات يمكن أن يكون برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية في معهد الإدارة ممثلا في برنامج القيادات الإدارية تجاوزها شريطة أن تتم إزالة المعوقات الإدارية التي تمنع تولي هؤلاء لمناصب قيادية عند إكمال هذا البرنامج.
mohdalofi@