التطوع.. وإدارة التطوع في الحج
الخميس / 28 / شوال / 1439 هـ - 19:45 - الخميس 12 يوليو 2018 19:45
تعد المستندات الرسمية في الإدارات الحكومية وثائق سرية يمنع تسريبها أو نشرها لأي جهة كانت، وقد أثار استغرابي مؤخرا نشر مستند من وزارة الحج والعمرة في مواقع التواصل الاجتماعي وفيه أسماء من العاملين في الحج ورواتبهم، وكذلك أسماء بعض المطوفات من بعض مؤسسات الطوافة انخرطن في العمل التطوعي!
وقد أثارت تلك الوثيقة حفيظة مطوفات أخريات عملن في برنامج (كن عونا) ولم يحصلن على أي مكافآت! وكن عونا هو برنامج أطلقته وزارة الحج والعمرة موسم حج 1438هـ لاستقطاب عدد من المتطوعين والمتطوعات من كل أنحاء المملكة لتقديم خدمات إدارية، وصحية، واجتماعية، وأعمال متابعة وتوجيه في كافة أنحاء المشاعر المقدسة لتوظيف الطاقات البشرية واستغلال المهارات والخبرات في مختلف التخصصات لمجالات العمل التطوعي، حيث تم استقطاب نحو 3 آلاف متطوع ومتطوعة. وهي مبادرة تتوافق مع رؤية 2030 في استقطاب مليون متطوع ضمن مبادرات المسؤولية الاجتماعية.
وقد كان لي بفضل الله وتوفيقه الريادة وتجربة ثرية في هذا المجال منذ عام 1429هـ، فقد أدركت أهمية هذا العمل في الحج نظرا للاحتياج الكبير للخدمات المتنوعة التي قد تقف التعقيدات الإدارية والبيروقراطية أمام تقديمها، مما يستدعي توفر العمل التطوعي الفاعل والمؤازرة للجهود الرسمية، وهي حتما خدمات إنسانية نابعة من أهداف وطنية، حيث إن الحج هو الواجهة الرئيسية لخدمات الدولة السعودية، والتي تبذل لها الغالي والرخيص في سبيل تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن.
أعود للوثيقة التي انتشرت وأثارت حفيظة المطوفات، والتي يبدو لي من خلال الأسماء أنها للجان إدارية قامت بالإعداد والتخطيط والتنظيم للعمل التطوعي أو ما يسمى بإدارة التطوع. وهي مهمة جدا في استقطاب وتوظيف المتطوعين وربما تأهيلهم وتدريبهم لمهام جديدة يحتاجها التطوع في المجال.
الإشكالية التي حدثت أن الجميع تقدم للعمل على أنه (عمل تطوعي) ثم لم تلبث الوزارة وبعد عدة أشهر - حسب إفادة بعض المطوفات - أن أبلغتهم بأن لهم مكافآت، حيث رشحت أسماء البعض نظير جهودهم ونشاطهم وحضورهم لاجتماعات متنوعة - حسب وجهة نظر رئيس الفريق التطوعي - فكيف يحدث هذا؟!
المفروض أن تكون هناك اتفاقيات عمل رسمية لمن سيعمل وتحدد له المهام والمسؤوليات والراتب، وغير ذلك، وكذلك الحال بالنسبة للمتطوعين والمتطوعات بأن تكون هناك اتفاقية أو عقد ملزم، فليس معنى التطوع أن يحضر وقتما يشاء أو لا يحضر، فليس في العمل التطوعي مزاجية، بل هو عمل منظم.
وعادة تقوم إدارة التطوع بتكوين قاعدة بيانات عن المتطوعين وتوجيه الأفراد واستغلال طاقاتهم وقدراتهم في المجال الذي يتناسب مع مهاراتهم وإمكاناتهم.
ولكن هناك الكثير من التساؤلات حول العمل في تلك المبادرة، وأتمنى من المسؤولين في برنامج «كن عونا» أن تكون لديهم إجابة عنها، لنطمئن بأن تفعيل البرنامج كان وسيكون ناجحا واقعا وليس إعلاميا فقط، ومنها:
- هل من تم إدراج أسمائهن من المطوفات وإعطاؤهن مكافآت مالية لديهن خبرات في مجال إدارة التطوع؟ أو القدرة على قيادة فريق العمل؟ وهي مهارات لا يجيدها إلا المتمرس في أعمال إدارية عليا مثل مدير تنفيذي أو مشرف إداري في جهة ما؟ فالتخطيط للفعاليات والبرامج التطوعية وعمل الميزانية المتابعة لإدارة التطوع وغيرها من الأعمال تتطلب خبرات ومهارات عليا.
- هل أجريت المقابلات الشخصية للمتطوعين والمتطوعات واكتشاف مدى قدرتهم الجسدية والنفسية، وتوجيههم بحسب مؤهلاتهم وخبراتهم؟
-هل تم تعريف المتطوع بالمهام الأساسية ومكان تواجده وكيفية خط سير الهيكل الإداري في إدارة التطوع؟
-هل تمت عملية التقويم للعمل الميداني - أثناء العمل - واكتشاف الثغرات في تطبيق نظام التطوع لتلافيها هذا العام؟
- هل روجعت السياسات والإجراءات الخاصة بإدارة التطوع في الحج وتطويرها؟
-هل تقوم إدارة التطوع لهذا العام بتحديد الاحتياجات التطوعية الجديدة بناء على تقويم المرحلة للعام الماضي؟
-هل يتم توفير جميع الإجراءات القانونية اللازمة للمتطوعين والمتطوعات لتأدية مهامهم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة؟
- هل تم تقديم الدعم المعنوي للمتطوعين والمتطوعات ونشر قصص النجاح التي قاموا بها كل في مضماره، ليكون ذلك دعما قويا وحافزا لمزيد من العطاء؟
- هل تم عمل حفل تكريمي في نهاية الموسم للمتطوعين والمتطوعات وتقديم شهادات خبرة، وشهادات شكر وتقدير لإعطائهم مزيدا من الثقة والاعتزاز بالذات؟
حقيقة العمل التطوعي من أسمى الأعمال الإنسانية وتنبع أهميته من كونه عنصرا معززا لانتماء الفرد لمجتمعه ووطنه، فضلا عن كونه مصدرا لاكتساب المهارات والخبرات من خلال الممارسات الحقيقية، هذا بالإضافة إلى مردوده الاجتماعي، وثقله الديني، فيكفينا تمسكا به أن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ولكن تظل إدارة التطوع من أهم مقومات نجاح العمل التطوعي، وهذا ما نتمناه لبرنامج «كن عونا» لخدمة ضيوف الرحمن.
Fatinhussain@
وقد أثارت تلك الوثيقة حفيظة مطوفات أخريات عملن في برنامج (كن عونا) ولم يحصلن على أي مكافآت! وكن عونا هو برنامج أطلقته وزارة الحج والعمرة موسم حج 1438هـ لاستقطاب عدد من المتطوعين والمتطوعات من كل أنحاء المملكة لتقديم خدمات إدارية، وصحية، واجتماعية، وأعمال متابعة وتوجيه في كافة أنحاء المشاعر المقدسة لتوظيف الطاقات البشرية واستغلال المهارات والخبرات في مختلف التخصصات لمجالات العمل التطوعي، حيث تم استقطاب نحو 3 آلاف متطوع ومتطوعة. وهي مبادرة تتوافق مع رؤية 2030 في استقطاب مليون متطوع ضمن مبادرات المسؤولية الاجتماعية.
وقد كان لي بفضل الله وتوفيقه الريادة وتجربة ثرية في هذا المجال منذ عام 1429هـ، فقد أدركت أهمية هذا العمل في الحج نظرا للاحتياج الكبير للخدمات المتنوعة التي قد تقف التعقيدات الإدارية والبيروقراطية أمام تقديمها، مما يستدعي توفر العمل التطوعي الفاعل والمؤازرة للجهود الرسمية، وهي حتما خدمات إنسانية نابعة من أهداف وطنية، حيث إن الحج هو الواجهة الرئيسية لخدمات الدولة السعودية، والتي تبذل لها الغالي والرخيص في سبيل تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن.
أعود للوثيقة التي انتشرت وأثارت حفيظة المطوفات، والتي يبدو لي من خلال الأسماء أنها للجان إدارية قامت بالإعداد والتخطيط والتنظيم للعمل التطوعي أو ما يسمى بإدارة التطوع. وهي مهمة جدا في استقطاب وتوظيف المتطوعين وربما تأهيلهم وتدريبهم لمهام جديدة يحتاجها التطوع في المجال.
الإشكالية التي حدثت أن الجميع تقدم للعمل على أنه (عمل تطوعي) ثم لم تلبث الوزارة وبعد عدة أشهر - حسب إفادة بعض المطوفات - أن أبلغتهم بأن لهم مكافآت، حيث رشحت أسماء البعض نظير جهودهم ونشاطهم وحضورهم لاجتماعات متنوعة - حسب وجهة نظر رئيس الفريق التطوعي - فكيف يحدث هذا؟!
المفروض أن تكون هناك اتفاقيات عمل رسمية لمن سيعمل وتحدد له المهام والمسؤوليات والراتب، وغير ذلك، وكذلك الحال بالنسبة للمتطوعين والمتطوعات بأن تكون هناك اتفاقية أو عقد ملزم، فليس معنى التطوع أن يحضر وقتما يشاء أو لا يحضر، فليس في العمل التطوعي مزاجية، بل هو عمل منظم.
وعادة تقوم إدارة التطوع بتكوين قاعدة بيانات عن المتطوعين وتوجيه الأفراد واستغلال طاقاتهم وقدراتهم في المجال الذي يتناسب مع مهاراتهم وإمكاناتهم.
ولكن هناك الكثير من التساؤلات حول العمل في تلك المبادرة، وأتمنى من المسؤولين في برنامج «كن عونا» أن تكون لديهم إجابة عنها، لنطمئن بأن تفعيل البرنامج كان وسيكون ناجحا واقعا وليس إعلاميا فقط، ومنها:
- هل من تم إدراج أسمائهن من المطوفات وإعطاؤهن مكافآت مالية لديهن خبرات في مجال إدارة التطوع؟ أو القدرة على قيادة فريق العمل؟ وهي مهارات لا يجيدها إلا المتمرس في أعمال إدارية عليا مثل مدير تنفيذي أو مشرف إداري في جهة ما؟ فالتخطيط للفعاليات والبرامج التطوعية وعمل الميزانية المتابعة لإدارة التطوع وغيرها من الأعمال تتطلب خبرات ومهارات عليا.
- هل أجريت المقابلات الشخصية للمتطوعين والمتطوعات واكتشاف مدى قدرتهم الجسدية والنفسية، وتوجيههم بحسب مؤهلاتهم وخبراتهم؟
-هل تم تعريف المتطوع بالمهام الأساسية ومكان تواجده وكيفية خط سير الهيكل الإداري في إدارة التطوع؟
-هل تمت عملية التقويم للعمل الميداني - أثناء العمل - واكتشاف الثغرات في تطبيق نظام التطوع لتلافيها هذا العام؟
- هل روجعت السياسات والإجراءات الخاصة بإدارة التطوع في الحج وتطويرها؟
-هل تقوم إدارة التطوع لهذا العام بتحديد الاحتياجات التطوعية الجديدة بناء على تقويم المرحلة للعام الماضي؟
-هل يتم توفير جميع الإجراءات القانونية اللازمة للمتطوعين والمتطوعات لتأدية مهامهم بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة؟
- هل تم تقديم الدعم المعنوي للمتطوعين والمتطوعات ونشر قصص النجاح التي قاموا بها كل في مضماره، ليكون ذلك دعما قويا وحافزا لمزيد من العطاء؟
- هل تم عمل حفل تكريمي في نهاية الموسم للمتطوعين والمتطوعات وتقديم شهادات خبرة، وشهادات شكر وتقدير لإعطائهم مزيدا من الثقة والاعتزاز بالذات؟
حقيقة العمل التطوعي من أسمى الأعمال الإنسانية وتنبع أهميته من كونه عنصرا معززا لانتماء الفرد لمجتمعه ووطنه، فضلا عن كونه مصدرا لاكتساب المهارات والخبرات من خلال الممارسات الحقيقية، هذا بالإضافة إلى مردوده الاجتماعي، وثقله الديني، فيكفينا تمسكا به أن من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ولكن تظل إدارة التطوع من أهم مقومات نجاح العمل التطوعي، وهذا ما نتمناه لبرنامج «كن عونا» لخدمة ضيوف الرحمن.
Fatinhussain@