تفاعل

صيفنا غير مع الفواتير

دخيل سليمان المحمدي
نعيش هذه الأيام أشد فصول العام حرارة، ففيه يعاني الجميع من الحر اللاهب والكثير من الجهد والمتاعب، حيث الشمس تزداد توهجا وسطوعا مرسلة سياط لهيبها الحارق، فيهرب الجميع يبحثون عن الظل الظليل، والهواء البارد إجبارا بتشغيل جهاز المكيف، ولكن مع الأسف الشديد هناك من جعل هذا الهواء البارد الذي يخفف عليهم سياط لهيب الحر سياطا من نوع آخر تلتهم ما في جيوبهم من مال، حتى أصبح لسان حالهم يردد مقولة المثل الشعبي المعروف «بغيتك عون صرت علي فرعون»، خاصة أن ميزانياتهم الأسرية لا تتحمل إضافة ومتطلبات بعد خروجهم من مناسبة عيد الفطر المبارك ومزامنة الإجازة الصيفية حيث المناسبات الاجتماعية التي لا تخفى على الجميع، ومما زادهم امتعاضا بيان شركة الكهرباء الذي أرجع السبب في ارتفاع الفواتير إلى أسعار التعريفة الكهربائية حسب شرائح الاستهلاك في القطاع السكني، وأيضا لتغير أنماط الاستهلاك في فصل الصيف خلال الارتفاع الكبير في استخدام أجهزة التكييف، حيث إن 70% من قيمة استهلاك الفاتورة تذهب إلى استخدام أجهزة التكييف، مما يبين أن الاستهلاك لم يكن استهلاكا مترفا، بل كان استهلاك أجهزة لا يمكن الاستغناء عنها في داخل أي منزل مثل الثلاجات والمكيفات، ولا يمكن أن تطلب من شخص أن يطفئ ثلاجة بيته أو ترشده إلى التقليل من وقت تشغيل الجهاز الوحيد الذي يقاوم به هذه الحرارة القاتلة.

نحن لا نعيش في منطقة ذات جو معتدل، نحن والحمد لله نعيش مناخا قاريا به أكثر من ربع السنة شديد الحرارة. ومع كثير من الادعاءات التي طافت مواقع التواصل من قبيل من يقول إنه كان مسافرا هو وعائلته وفوجئ بأن الفاتورة ضعف فاتورة الشهر الماضي عندما كان في بيته، وغير ذلك مما يرسم علامات استفهام عريضة أمام هذه القراءات الغريبة، يجب أن تتحلى شركة الكهرباء بالمصداقية، ونتمنى أن تكون أكثر شفافية في التعامل، وأن تبين للجميع الطريقة التي تنتهجها في قراءة العدادات، لأنها إلى الآن لم تقنعنا ببيانها.

ويمكن أن تعمل على نظام النقاط والحوافز، وأن تجعل لموسم الصيف تسعيرة شرائح خاصة مساعدة للمواطن الذي يعد العميل الأول المستهدف في خدماتها.