تفاعل

البيانات الضخمة والاتصال

نايف الضيط
تعرف شركة «جارنتر» البيانات الضخمة بأنها «أصول المعلومات ذات الحجم الكبير، والسرعة العالية، التي تتطلب أشكالا مبتكرة وفعالة من حيث التكلفة لمعالجة المعلومات بهدف تحسين الرؤية واتخاذ القرار السليم». ويرى مؤلفا كتاب «ثورة البيانات الضخمة» فيكتور شونبيرغر وكينيث كوكيير أنها «قدرة المجتمع على تسخير المعلومات بطرق جديدة لإنتاج رؤى جديدة أو سلع وخدمات ذات قيمة كبيرة».

برزت أهمية البيانات مؤخرا من خلال قضية شركة «كامبريدج أناليتكا» البريطانية للاستشارات السياسية التي استخدمت البيانات في التأثير على الانتخابات في عدد من الدول، كان أبرزها الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حيث زودت الشركة حملة المرشح الجمهوري بمعلومات لأكثر من 50 ألف حساب في موقع فيس بوك بهدف معرفة اتجاهات الناخب الأمريكي، ومن ثم استهدافه والتأثير عليه.

وللبيانات الضخمة «Big Data» استخدامات عدة في المجالات الإدارية والاقتصادية والبيئية والتنموية، حيث تساعد القطاعات الحكومية والتجارية في تحسين إدارة المرافق، ومنع حدوث الجرائم، وتلافي الازدحام المروري، وتعزيز الجودة في القطاعات الصناعية. وفي مجال الصحي تستخدم البيانات لتسحين أداء الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض بالاكتشاف المبكر لها. وفي مجال التعليم يمكن استخدام البيانات في تطوير المناهج الدراسية ونظم التعليم وتحسين أداء المعلمين والطلاب، وفي المجال الاقتصادي تسهم البيانات في تعزيز الخدمات المصرفية لفهم العملاء وتعزيز مدى رضاهم وتقليل مخاطر الاحتيال.

تمتاز البيانات الضخمة بأنها تساعد في خفض التكاليف والحفاظ على الوقت والجهد، وصنع القرار الذكي، وتطوير المنتجات والأداء، ويمكن من خلالها إنجاز المهام المتعلقة بالمشروعات والأعمال، وتحديد أسباب الإخفاق وتفادي العيوب. ومن أهم مصادر للبيانات الضخمة سجلات المكالمات الهاتفية، وسجل مشتركي الهواتف المحمولة، وهناك البيانات التي تجمع بواسطة أجهزة الاستشعار عن بعد مثل: صور الأقمار الصناعية وأجهزة مراقبة الطرق، وهناك البيانات المفتوحة التي توفرها الحكومات والمنظمات الدولية. ويعد محتوى وسائل الإعلام الاجتماعي من أهم مصادر البيانات الضخمة والتي تشمل أشكال المحتوى الرقمي مثل المشاركات والفيديوهات وجميع ما ينشر في مواقع التواصل.

تقدم البيانات الضخمة فرصا رائعة لخبراء الاتصال من خلال قياس فعالية الجهود على الشبكات الاجتماعية، كما توفر البيانات باستخدام الأدوات التقنية التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعية معرفة الاستهداف الأمثل للرسائل الإعلامية والحملات الإعلانية، ومعرفة اتجاهات المحتوى وصناعته، كما تساعد خبراء الاتصال في معرفة الإيجابيات والسلبيات لتجنب حدوث أزمات الاتصال. وهي أداة فعالة لقياس السمعة المؤسسية ووصول العلامة التجارية، كما توفر تحليلا دقيقا لمشاعر الجمهور والمستخدمين في مواقع التواصل.