القشلة العسكرية بالطائف.. منفى قتلة السلطان عبدالعزيز (2-2)

قرر السلطان عبدالحميد الثاني بعد استلامه سلطة الدولة العثمانية 1293هـ، نفي المتورطين في اغتيال السلطان عبدالعزيز للطائف، منهم الوزير الأعظم مدحت باشا، وخيرالله أفندي، بعد ظهور نتائج التحقيق في الحادثة

u0645u062fu062du062a u0628u0627u0634u0627

قرر السلطان عبدالحميد الثاني بعد استلامه سلطة الدولة العثمانية 1293هـ، نفي المتورطين في اغتيال السلطان عبدالعزيز للطائف، منهم الوزير الأعظم مدحت باشا، وخيرالله أفندي، بعد ظهور نتائج التحقيق في الحادثة. وصل المنفيون إلى مكة في 17 رمضان 1298هـ، واقتيدوا مخفورين إلى الطائف، وأشار السلطان عبدالحميد في مذكراته إلى أن الشريف عبدالمطلب بن غالب كان قاسيا في تعامله معهم، ووضع القيود والأصفاد في أقدامهم، وسجنهم سجنا انفراديا، فوجهه بأن يحسن معاملتهم، ويكرم وفادتهم. واستقبلهم حينها عبدالمطلب أمام قصره في المثناة، بحضور الأعيان والوجهاء، وهو يرتدي الزي الرسمي، وأقام احتفالا كبيرا رميت فيه المدافع، احتفاء بالقبض عليهم. وتسلمهم من أمام القصر القائد العسكري الذي سجنهم في القشلة «الثكنة» العسكرية بالطائف، وظلوا في سجن القلعة مع بعض الحرية، حيث كان لهم طاه خاص ويستقبلون الزوار، وخادم يحضر لهم ما يطلبون منه، حتى حاول بعض الأفراد تهريب مدحت باشا وبعض من معه بمساعدة الإنجليز الذين أرسلوا بارجة حربية إلى جدة لهذا الغرض، إلا أن عبدالمطلب اكتشف الأمر، فشدد الحراسة عليهم، وصار طعامهم من طعام الجنود. مكثوا في السجن حتى سنة 1301هـ، حيث أعلن موت مدحت باشا ومحمود باشا، وكما يقول شكيب آرسلان في كتابه الارتسامات اللطاف نقلا عن بعض من عاصر الحدث «قتل مدحت باشا ومحمود باشا أيام الوالي عثمان نوري، بالضغط على الخصية حتى الموت، وسمع صوتهما وهم يصارعان الموت ويدفعان القتلة، من قبل الجيران». أما خيرالله أفندي فقد عاش طويلا، وتزوج وهو في السجن، ورزق بأولاد حتى مات بشكل طبيعي سنة 1316هـ.