باريس ليست للباريسيين فقط

باريس لا جدال في عظمتها فهي مدينة العشاق وهي رمز الثورة في أوروبا وهي التي لا تكتمل الموضة بدون معارضها ويصعب تصور الصيف بدون مقاهيها

باريس لا جدال في عظمتها فهي مدينة العشاق وهي رمز الثورة في أوروبا وهي التي لا تكتمل الموضة بدون معارضها ويصعب تصور الصيف بدون مقاهيها. فرنسا كدولة هي أكبر دولة سياحية في العالم، حيث زارها العام الماضي 83 مليون سائح من خارج فرنسا، في حين أن الولايات المتحدة الأمريكية على عظم شأنها وكبر مساحتها زارها 75 مليون سائح من الخارج. أما باريس تحديدا كمدينة فهي ثالث أكثر مدينة تتم زيارتها في العالم بنحو 16 مليون سائح سنويا بعد لندن والتي تقع في المرتبة الأولى بأكثر من 19 مليونا وبانكوك التي يزورها 18 مليونا. هذا العدد المهول أنفق العام الماضي 17 مليار يورو أثناء قضاء إجازته في باريس وهو ما يوضح بشكل جلي أهمية السياحة وأثرها على الاقتصاد الباريسي والفرنسي. فلك أن تتخيل أن في باريس أكثر من 1,500 فندق تحتوي على 70 ألف غرفة وهناك أكثر من 9,000 مطعم من مختلف مطابخ العالم. من أهم معالم باريس التي يعيشها الزائرون «برج إيفيل» والذي تم بناؤه عام 1889م ويزوره في المعدل 25 ألف شخص يوميا ويعتبر أكبر نصب تذكاري تتم زيارته سنويا. من الأشياء التي يصعب تجاهلها عند زيارة باريس متحف اللوفر والذي يحتوي على رسمة الموناليزا الأصلية وقسم كامل عن الحضارة الإسلامية يزوره سنويا أكثر من 10 ملايين زائر وبذلك يكون أكثر متحف تتم زيارته في العالم. باريس صديقة للأطفال أيضا فهي تحتضن الفرع الوحيد لملاهي ديزني في أوروبا فسنويا يزور ديزني 15 مليون زائر. هذا العدد المهول ساهم بشكل كبير في زيادة الطلب على كل الخدمات مما جعل باريس مدينة فاحشة الغلاء تحتل المركز الثاني كأغلى مدن العالم بعد سنغافورا. بالإضافة لكونها مدينة سياحية فهي مدينة تجارية من الدرجة الأولى وتحتضن المقر الرئيس لشركات عملاقة مثل TOTAL للطاقة وCarrrefour للمواد الغذائية و Pegue للسيارات. وجود مثل هذه الشركات أثر في ارتفاع أجور الأيدي العاملة فأصبح معدل الرواتب السنوي نحو 40 ألف يورو أي ما يعادل 13 ألف ريال شهريا. شبكة المواصلات في باريس متكاملة وهناك توعية كبيرة باستخدام الدراجات الهوائية وكذلك الاعتماد على مترو الأنفاق الذي افتتح عام 1900 فاليوم ثلثا سكان باريس البالغ عددهم 12 مليون نسمة يستخدمون المترو يوميا في تنقلاتهم. يذكر أن في باريس أكثر من 75 مسجدا ومصلى باعتبار أن الإسلام هو الدين الثاني في فرنسا فنسبة المسلمين تبلغ 8% حسب إحدى الدراسات ولكنها تظل نسبة تقديرية لأن قانون الإعلام والحريات في فرنسا يمنع تعداد المواطنين حسب انتمائهم الديني. تنوع وتعايش عظيم يؤكد فعلا أن باريس ليست للباريسيين فقط.