يعد الدكتور فهد السماري إداريا محترفا تقلد العديد من المناصب أهمها مستشارا في الديوان الملكي، ومستشارا بديوان ولي العهد، وأمينا عاما لدارة الملك عبدالعزيز، ومديرا لمركز تاريخ مكة المكرمة، ووكيلا لوزارة التعليم العالي للعلاقات الثقافية، وعميدا للبحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وغيرها من المهام التي اضطلع بها وقام بها خير قيام. ويتمتع السماري المولود في الرياض عام 1377، بذاكرة وقادة وعقلية منظمة حد الإبهار تسانده في إدارة أدق التفاصيل في الأعمال التي يشغلها بأريحية ومقدرة فذة في آن معا، فهذه الذاكرة لا تنسى وجها رأته، أو ورقة قرأتها، أوصورة أو وثيقة أو رفا أو درجا وضع فيه مستند منذ عقدين أو ثلاثة. ولأنه ابن الرياض والمنطقة الوسطى ويعرف كل زقاق وبناية وبيت وشارع فيها، كان خير عضو بمجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وعضوا بمجلس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، كما لأنه دقيق الملاحظة، متأمل في كل ما يقع تحت يده، عُين أمينا عاما لمراكز الوثائق والدراسات بدول مجلس التعاون الخليجي. من يتصفح بعضا من أعداد مجلة الدارة، دارة الملك عبدالعزيز، التي يرأس تحريرها، يلمس إلى أي حد رسخ ووثق آلاف التفاصيل المهمة للباحثين والدارسين وكل من أراد معرفة التاريخ، يستكتب فيها كفاءات علمية تغوص في مختلف مناحي تاريخ البلاد بأبحاث رصينة، إلى جانب رصد المجلة التطورات المتلاحقة في السعودية من زاوية أركيولوجية معرفية، وأخرى بيئية واجتماعية، وسياسية، وتراثية، وكذا أدبية وفنية، ليجعل أرشيف المجلة ودارة الملك عبدالعزيز حافلين بنوادر المخطوطات والوثائق والخرائط الوطنية، وكل ما لا يقدر بثمن من معلومات وحقائق ومراجع. لكن الأرشفة والحفظ المنظم، ليسا إلا موهبة عابرة في سيل مواهب السماري وملكاته، فتوليه أمانة مركز تاريخ مكة المكرمة، التابع لدارة المؤسس، أثرى المكتبة الوطنية والإسلامية بإصدار أكثر من 15 كتابا لها أهميتها الكبيرة على تأصيل تاريخ البلد الأمين والمشاعر المقدسة والمواقع الإسلامية التاريخية، إضافة إلى ما قام به المركز من العديد من النشاطات العلمية المرتبطة بتاريخ مكة المكرمة من ندوات ولقاءات وورش عمل وخلافها.