6 قوميات في أحياء جدة

وسط أحياء نظامية داخل جدة، نشأت بؤر عشوائية على أيدي جاليات وافدة نقلت من خلالها نماذج مصغرة لبلدانها، فيجد الساكن نفسه أمام محلات وبسطات غذائية وحتى أنماط حياتية مختلفة، لتصبح هناك نحو ست دويلات بمدينة واحدة

u0639u0634u0648u0627u0626u064au0629 u0627u0644u0628u064au0639 u0641u064a u062du0627u0631u0629 u0627u0644u0628u0646u062cu0644u0627u062fu064au0634u064au0629 (u062bu0627u0645u0631 u0627u0644u0641u0631u062c)

وسط أحياء نظامية داخل جدة، نشأت بؤر عشوائية على أيدي جاليات وافدة نقلت من خلالها نماذج مصغرة لبلدانها، فيجد الساكن نفسه أمام محلات وبسطات غذائية وحتى أنماط حياتية مختلفة، لتصبح هناك نحو ست دويلات بمدينة واحدة. وما يجمع تلك الحارات نقص الخدمات من رصف وإنارة وسفلتة، إلى جانب تراكم النفايات في ظل عدم توفر حاويات كافية وبعض المخالفات الصحية بالمطاعم.

الحارة البنجلاديشية

في النزهة (سكانها من بنجلاديش وباكستان)  إحدى الحارات الموجودة بحي النزهة، يسكنها قليل من الجالية الباكستانية والغالبية من البنجلاديشيين، حيث إن معظم اللوحات التجارية وإن كانت باللغة العربية، إلا أن العاملين فيها حولوا مسمياتها لتكتب على الجدران بحروف لغتهم. مواطنة مسنة كانت تقف عند إحدى بسطات الخضار الموجودة، رفضت التقاط صورة لها ولكنها أكدت لـ»مكة» تعايشها مع الجاليات الأجنبية منذ 30 عاما، مضيفة «أكثر المأكولات والملبوسات بالمحلات التجارية والبسطات والتموينات تعود هويتها إلى باكستان وبنجلاديش، وما ساهم في زيادة تلك الهوية داخل الحي خروج معظم ملاك المنازل وتأجيرها لأبناء تلك الجاليات».

خضراوات عشوائية

أحد البائعين ببسطة خضراوات تعود ملكيتها إلى قريبه البنجلاديشي حاول التعريف ببعض الأصناف، فأخذ يعدد أسماءها ما بين «لوفا وبنقلا وحنش وغرا» والكثير من المفردات الباكستانية والهندية والبنجلاديشية. وقال لـ»مكة»: تلك الخضراوات نشتريها من حلقة الخضار، وبعضها موجود ولكنه يعرف بأسماء عربية، مشيرا إلى أن جميع بسطات الخضار ملاكها من الجالية البنجلاديشية ويعمل بها أقرباؤهم.

حارة إثيوبيا

(في حي البوادي سكانها من الإثيوبيين)  أيضا في شمال جدة تنتشر فيها محلات بيع المأكولات الإثيوبية، وأماكن معيشة تلك الجالية في حي البوادي.

حارة إندونيسيا

(في حي الفيصلية سكانها من الإندونيسيين والشرق آسيويين)  في شمال جدة تنتشر فيها محلات بيع المأكولات الإندونيسية لكثرة الإقبال عليها، حيث تنتشر أماكن معيشة تلك الجالية بأحياء كثيرة منها العزيزية والفيصلية.

حارة البخارية

(في السبيل سكانها من البخاريين)  وفي موقع لا يبعد كثيرا عن حي السبيل، تنتشر محلات لبيع الأثاث والفخاريات وأدوات الزينة المنزلية، لتدل الزائر لها بأنه يوجد داخل حارة البخارية، فالبائعون والعاملون هناك جميعهم من أبناء هذه الجالية. وأثناء الجولة استوقفتنا طفلة تتحدث القليل من العربية، كانت توزع عبوات عصير باردة مشيرة إلى أنها «صدقة»، أكملت طريقها لتوزيع الكمية التي تحملها بين العاملين هناك. أحد البائعين بمحل للفخاريات أكد لـ»مكة» احتياج الحي لمزيد من حاويات النفايات وسفلتة الأجزاء الداخلية منه، إلى جانب ضرورة الاهتمام بكيابل الكهرباء التابعة للمباني والمحلات.

حارة اليمن

(في السبيل سكانها من اليمنيين)  بوضع استثنائي لهذه الحارة كونها تقع داخل حي السبيل الذي ربما يصنفه البعض ضمن العشوائيات، تتميز بمحلات بيع الفل رغم امتلاء أرضياتها في أحيان كثيرة بطفوحات الصرف الصحي. وأكد أحد البائعين بمحل للفل وجود زبائن من السعوديين تستهويهم منتجات محلاتهم من عقود وتيجان يستخدمونها في الأعراس، مضيفا «ظروف الحرب قللت من حجم استيراد الفل، إلا أننا نستبدله بفل جازان الذي نجلبه من صبيا».

عشوائيات متمددة

أمام ذلك اعتبر مسؤول بأمانة جدة تلك الأزقة بمثابة أحياء عشوائية تمددت داخل مناطق نظامية، مرجعا سبب ذلك التمدد إلى صعوبات معالجة العشوائيات في ظل احتياجها لتكلفة عالية متعلقة بانتزاع ملكيات وتعويضات وفتح طرق جديدة ومرافق عامة. وبرر المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، نقص الخدمات في أحياء كثيرة بجدة، إلى ارتباط أعمال الأمانة بإنهاء مشاريع خدمية لجهات أخرى، وقال «لا يمكن البدء بالسفلتة والرصف قبل انتهاء الجهات من مشاريعها». الأولويات ولكنه استدرك بالقول «تلك الأعمال مرتبطة بتحديد الأولويات المتضمنة القرب من النطاق العمراني وأهمية المنطقة وانتهاء مشاريع الخدمات الأخرى، في حين ترتبط أعمال النظافة بخطة عقود الشركات المتعاقد معها في هذا الجانب».