رغم بؤس الإعداد، وفقر الإخراج، وبدائية التقديم، إلا أن برنامج (من الماضي) لا بد أن يحظى بمتابعة جيل التلفزيون السعودي الأبيض والأسود!!ولو أكمل التلفزيون جميله، وأسند البرنامج إلى طاقم من الجيل نفسه؛ لتحاشى كثيراً من الأخطاء الاحترافية البدهية؛ كقطع قصة المثل النجدي: (خصفة حميدان)، قبل أن تكتمل! وهي من برنامج الأمثال التمثيلي الشهير، للمذيع والشاعر المعروف (محمد الرشيد)، وبطولة مجموعة من نجوم الزمن الجميل، الذين ما زالوا قادرين على بعث ذلك البرنامج الشيِّق وعصرنته؛ كـ(أحمد الهذيل)، و(عبدالرحمن الخطيب) و(مطرب فواز)!!أما في حلقة السبت الماضي فقد عرض البرنامج فقرة للفنان الراحل المونولوجست (مشقاص)، المعروف بـ(حسن دردير) من برنامجه القديم (ألحان ضاحكة)! وكنا على وشك الاتصال بالفنان (فايز المالكي)؛ لنذكره بما اقترحناه عليه قبل أن يفلس، ويضطر لتقديم برنامج مسابقات (مقامرات) مفلس ...مفلس من يتابعه! فالمالكي ما يزال أقدر الفنانين على إحياء فن (المونولوج)، ورائده في العالم العربي هو الزميل العظيم (إسماعيل ياسين) ـ ربنا يبشبش الطوبة اللي تحت (بُؤُّهْ) ـ ورائده (فيذا) هو الفنان القدير (عبدالعزيز الهزاع)، الذي أضحك خادم الحرمين الشريفين/ الملك سلمان ـ أيَّده الله ـ حين صافحه، في لقائه بالفنانين والمثقفين ذلك الأربعاء المشهود، قائلاً بصوت الشخصية الشهيرة: السلام عليكم ..أنا أم حديجان!ولكن التلفزيون شغلنا عن (فايز) واقتراحنا، بكتابة عنوان الفقرة المشقاصية هكذا: ألحان (ظاحكة)!! ولم نصدق العين (اليُمرى)؛ لولا أن أيدتها العين (اليُسنى)! وفجأة غطى الخبر العاجل عن (سقوط الطائرة الروسية) الشريط التعريفي كله، ماعدا (ظاحكة)!! فلا نجزم حتى الآن: هل سبب سقوطها هو الخطأ الإملائي القاتل نفسه؟ أم دعوات طاقم العمل أن يستر الله عليهم ـ ولو بكارثة إنسانية عاجلة ـ فلا ينتبه لكارثتهم الأخخخخ/ أنا، وأمثاله من المتصيدين على أعجوبتنا العظيمة هفواتٍ، قد تحرمها من الفوز بجائزة الأعجوبة السابعة، في (3007/7/7 هجريلادي)! ولكن ما يؤكد أن الخلط بين (الظاء والضاد) ليس هفوةً (مصبعيةً) عابرة ـ وإنما علة مزمنة في الفكر الذي يحرك الأعجوبة بكبرها ـ هو رابط لصحيفة (سبق) الإلكترونية، بعنوان: (الإذاعة والتلفزيون تهدّد بمقاضاة صحيفة (مكة) بسبب السحيمي)!!

so7aimi.m@makkahnp.com