تفاعل

«الشحاتة فن»!

مشاهد تتكرر كل يوم، «شحات» يقف بعد كل صلاة يتوسل للمحسنين بعد قراءة معروض طويل، وتفضحه دموعه فيجهش بالبكاء في أحد مساجد الحي المجاورة، تخيلوا هذا المشهد في المسجد نفسه تكرر بعد صلاة العصر، والمغرب، والعشاء، والتراويح.

فهل هذا من باب الصدفة؟!

أسأل ولا أنتظر إجابة، يقينا مني بأن وراء كل تلك المشاهد الكثير من خيوط الحقائق الصادمة.

تراهم في كل واد يهيمون، ويطلبون ولا يشبعون بحثا عن ريال أو ريالين. في المطاعم طفل ومسن يقوده مشهد يتكرر كثيرا أمام المجمعات التجارية، امرأة بيدها ورقة مصورة تقول إنها مصابة بمرض خطير، تتظاهر بالوجع، والألم مشهد يتكرر.

أمام المساجد في كل الصلوات، وفي يوم الجمعة، مشهد يتكرر، شحاتون من الجنسين لا يمنعهم هجير الصيف، ولا زمهرير الشتاء! يتفننون في استغلال العاهات الخلقية؛ بغية الحصول على المال، مشهد يتكرر.

عند الأسواق الشعبية، وعند الإشارات لهم روايات وحكايات، فتارة يغسلون زجاج سيارتك، أو يبيعون الفل، أو الخردوات، ينسابون بخفة وسرعة وسلاسة بين السيارات.

أصبحت لديهم حاسية المكان في انطلاق وتوقف السيارات ناهيك عن مواسم الحج والعمرة.

الغريب أن الشحات بدأ في تأجير مكان شحاتته المعروف إذا لم يرغب في الدوام هذا اليوم، وبمبلغ يتجاوز الثلاثمئة ريال في اليوم، فهذه الأماكن ماركة شحاتية مسجلة الكل يعرف هذا المكان للشحاتين العتيقين فقط!

قبل أن تنطلق الإشارة الخضراء سأل صديقي شحاتا يلهث بشراهة يعد مبالغ جمعها: كل هذا من الشحاتة؟

فرد بإجابة لطيفة بلهجة دارجة مكررة أيضا: الشحاتة فن يا خبيري، وسط ابتسامات مكررة مألوفة، وفي غفوة عين المسؤول مشهد يتكرر.

كل هذا وما زالت مكافحة التسول تغط في سباتها العميق جدا رغم تقلبات الصيف، ومسلسل انقطاع الكهرباء، وانتشار الشحاتين.

ومضة: مكافحة التسول، صباح الخير!