هل مناهجنا بدائية أم أساتذتنا؟

في إحدى ليالي السمر التي أقضيها نهاية كل أسبوع مع صديقي المقرب (سمير)، بادر بالحديث عن مستوى التعليم في مملكتنا الحبيبة، قال: رغم الميزانية التي تصرف على وزارة التعليم التي تقدر بـ 200 مليار ريال، إلا أن مخرجات التعليم بدائية لا تسمن ولا تغني من جوع، اللهم إلا أنها تعطي الطالب لمحة عن مختلف العلوم التي ربما لا يعرف رؤوس أقلام عنها!

في إحدى ليالي السمر التي أقضيها نهاية كل أسبوع مع صديقي المقرب (سمير)، بادر بالحديث عن مستوى التعليم في مملكتنا الحبيبة، قال: رغم الميزانية التي تصرف على وزارة التعليم التي تقدر بـ 200 مليار ريال، إلا أن مخرجات التعليم بدائية لا تسمن ولا تغني من جوع، اللهم إلا أنها تعطي الطالب لمحة عن مختلف العلوم التي ربما لا يعرف رؤوس أقلام عنها! فقمت أدافع عن تعليمنا وكوادرنا التعليمية ومدرسينا الأفاضل الذين ما فتئوا يبذلون الغالي والنفيس من أجل تخريج طلاب علم أفذاذ، وشرحت له جوانب النقص والقصور في طرق تدريسنا ولخصتها له في نقاط، وقلت: دعني يا صديقي العزيز أذكرك بسنوات دراستنا المتوسطة والثانوية التي تسعفني الذاكرة لتذكرها، هل تتذكر الأستاذ (س) عندما كان يتوعدنا باختبار كل يوم سبت – عندما كانت عطلة نهاية الأسبوع (خميس وجمعة) – ونأتي يوم السبت مستعدين ومتقدين حماسة ونفاجأ بأن أستاذ (س) يدخل علينا ويكتب على السبورة عنوانا جديدا لدرس جديد متناسيا تهديده وتوعده الشديد بأن يختبرنا ليقيس مدى استيعابنا للدرس السابق؟ لا أخفيك فقد كنت أتنفس الصعداء عندما يبدأ بدرس جديد وأدعي النسيان، لكني أهملت المذاكرة الأسبوعية التي تساعدني ليلة الامتحان. وأزيدك من الشعر بيتا يا سمير: ألا تتذكر (الأسبوع الميت) عندما كنا نستعطف الأساتذة ونستجديهم بأن يلغوا فصلا كاملا! أو جزئية صعبة من المادة، أو يحددوا لنا أهم المهم من المنهج! والعجيب أن بعضهم «المدرسين» يرضخ لنا ويستجيب لنا حزنا على ملامحنا التي نمثل بها قلة حيلتنا! وهكذا يا صديقي العزيز خرجنا بنصف المنهج أو ثلثه بل وحفظناه دون فهم، وفور استلامنا الشهادات نسينا عناوين المناهج التي درسناها! قل لي يا صديقي هل نحن الذين ارتضينا هذه البدائية؟ أم إن عاطفة مدرسينا هي التي جعلتنا وإياهم بدائيين؟ سكت سمير وقال: أنا سأدرس أبنائي في لوس أنجلس، على الأقل سيخرجون بلغة إنجليزية متقنة!