تفاعل

لنخض معركتنا

في مجتمعاتنا بشكل عام توكل السلطات الاجتماعية مهمات عدة للمرأة، فتصبح المرأة هنا ناقلا ووسيطا وحارسا وشرطيا مفوضا اجتماعيا.

تتولى مهمة تربية الأبناء بمفردها باستشارة من حولها من النساء من الجدات والعمات والمعلمات.

وعلى الرغم مما تتركه كل امرأة من بصمات خاصة بها على محيطها، إلا أنها محكومة بمنهج تربية عام، يتضمن خليطا من عادات وتقاليد و«عيب وحرام» ينبغى لها أن تنقله لأبنائها لتنال الرضا الاجتماعي، فتعيش الأم حالة من الصراع والتناقض، فرغم أنها تعرف مشاعر ابنتها - لأنها سبق أن عاشتها - وتعترف ضمنيا بحقها في التجربة والخطأ، وحقها فى النمو والاختيار الحر، تبقى مجبرة على الانحياز لوظيفتها الاجتماعية الموضوعة في قالب محدد لا تستطيع الانحياز عنه. بل ولا تستطيع صنع فكر وثقافة جديدين مغايرين لثقافة من حولها.

وهكذ من البدهي أن نسبة مساهمة الأفراد العاديين في إنتاج الثقافة تكاد تكون معدومة، في حين يتم استهلاك الثقافة السائدة بوصفها المنتج المتاح السليم الذي يأمن الشر المجتمعي.

فكل امرأة مهما كانت درجة وعيها ورغبتها بخلق ثقافة ورأي مختلفين يخصانها لن تستطيع الانفصال بسهولة عن الشعور بالذنب تجاه العائلة، والخوف من النبذ الاجتماعي والأسري، بل وكافة تبعات المخاطر التي ستتعرض لها.

ستضطر لخوض معركة ضد الجميع. ومن المعروف أن معركة تحرر النساء من أقسى المعارك الاجتماعية التي تحتاج إلى جنود ووقود. وليس لمعركة النساء جند سوى النساء. وبتوحدهن وقوة إرادتهن المشتركة سيقتربن من قضايا المجتمع أكثر، وسيبدأن باستيعاب وجودهن وكينونتهن وحقهن في الحياة.