أهم شيء الأخلاق
الاحد / 19 / رمضان / 1439 هـ - 23:15 - الاحد 3 يونيو 2018 23:15
كثيرا ما نستخدم كلمات وعبارات لا نعنيها ونحن نتكلم بها، ومثال على ذلك عبارة «أهم شي الأخلاق» التي قد نستخدمها من باب التندر وتعزية النفس على النقص أو فوات أمر ما نراه أهم وأعظم، ونتناسى أو نتجاهل الحقيقة التي تقول إن التحلي بمكارم الأخلاق أهم موجود إن وجد وأعز مفقود إن فقد، فما قيمة المال والجمال والشهادة والجاه إن كان صاحبها لا يتصف بالخلق الحسن.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فحتى العبادة إذا كان معها سوء خلق وأذى للناس لم تنفع صاحبها، قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير فيها هي من أهل النار. قال: وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار من الأقط ولا تؤذي أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي من أهل الجنة.
ومن الناحية الاجتماعية لا شك أن مكارم الأخلاق ضرورة لا تقبل الجدال، فالمجتمعات التي تسيطر المنافع المادية على علاقات أفرادها، هي مجتمعات تصادمية قاسية كئيبة، بعكس تلك المجتمعات التي تعزز في أفرادها التحلي بمكارم الأخلاق، مما يجعلهم يتمتعون بعلاقات إنسانية متينة، تؤهلهم لأن يعيشوا حياة ملؤها الود والسعادة والتعاون.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فقد كتب الرحالة عبدالرشيد إبراهيم في مذكراته، خلال رحلته إلى اليابان قبل نحو 100 عام أن سجن طوكيو يحتوي على مكتبة كبيرة يستخدمها السجناء لقراءة الكتب، وأن أكثر هذه الكتب تتحدث عن الأخلاق، فإذا كان هذا حال اليابان قبل 100 عام مع السجناء، فكيف هو حالها مع باقي أفراد المجتمع من حيث تعزيز الجانب الأخلاقي لديهم، لذا ينبغي علينا ألا نتعجب كثيرا مما نشاهده من أخلاقيات اليابانيين العالية، فهي مغروسة فيهم عن قصد وعناية.
واكتساب مكارم الأخلاق له طرق وأسباب، ولكن أعظم طريقة اتباع سنة الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم، فلن تجد في البشر كلهم من هو أعظم وأكمل وأجمل خلقا منه صلى الله عليه وسلم، فقد كان سهلا لينا، يجيب دعوة الناس، ويقضي حوائجهم، ويجبر كسر قلوبهم، ويعطي من سأله، ويوافق من طلبه، ويشاور أصحابه، ويرحم الضعيف والصغير والكبير والمحتاج. قال الله عز وجل «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، به اجتمعت كل الفضائل، وبه اكتملت كل الخصال الجميلة، فقد قال عنه رب العزة والجلال «وإنك لعلى خلق عظيم»، وعلينا ألا نخجل عندما نقول «أهم شيء الأخلاق».
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فحتى العبادة إذا كان معها سوء خلق وأذى للناس لم تنفع صاحبها، قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله إن فلانة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل وتصدق وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا خير فيها هي من أهل النار. قال: وفلانة تصلي المكتوبة وتصدق بأثوار من الأقط ولا تؤذي أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي من أهل الجنة.
ومن الناحية الاجتماعية لا شك أن مكارم الأخلاق ضرورة لا تقبل الجدال، فالمجتمعات التي تسيطر المنافع المادية على علاقات أفرادها، هي مجتمعات تصادمية قاسية كئيبة، بعكس تلك المجتمعات التي تعزز في أفرادها التحلي بمكارم الأخلاق، مما يجعلهم يتمتعون بعلاقات إنسانية متينة، تؤهلهم لأن يعيشوا حياة ملؤها الود والسعادة والتعاون.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فقد كتب الرحالة عبدالرشيد إبراهيم في مذكراته، خلال رحلته إلى اليابان قبل نحو 100 عام أن سجن طوكيو يحتوي على مكتبة كبيرة يستخدمها السجناء لقراءة الكتب، وأن أكثر هذه الكتب تتحدث عن الأخلاق، فإذا كان هذا حال اليابان قبل 100 عام مع السجناء، فكيف هو حالها مع باقي أفراد المجتمع من حيث تعزيز الجانب الأخلاقي لديهم، لذا ينبغي علينا ألا نتعجب كثيرا مما نشاهده من أخلاقيات اليابانيين العالية، فهي مغروسة فيهم عن قصد وعناية.
واكتساب مكارم الأخلاق له طرق وأسباب، ولكن أعظم طريقة اتباع سنة الحبيب عليه أفضل الصلاة والتسليم، فلن تجد في البشر كلهم من هو أعظم وأكمل وأجمل خلقا منه صلى الله عليه وسلم، فقد كان سهلا لينا، يجيب دعوة الناس، ويقضي حوائجهم، ويجبر كسر قلوبهم، ويعطي من سأله، ويوافق من طلبه، ويشاور أصحابه، ويرحم الضعيف والصغير والكبير والمحتاج. قال الله عز وجل «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، به اجتمعت كل الفضائل، وبه اكتملت كل الخصال الجميلة، فقد قال عنه رب العزة والجلال «وإنك لعلى خلق عظيم»، وعلينا ألا نخجل عندما نقول «أهم شيء الأخلاق».