البلد

من خطب الجمعة

nnnnnnnu0645u0646 u0635u0644u0627u0629 u0627u0644u062cu0645u0639u0629 u0641u064a u0627u0644u062du0631u0645 u0627u0644u0645u0643u064a (u0648u0627u0633)
قراءة القرآن

«من قرأ القرآن العظيم رأى قضية الإيمان باليوم الآخر والبعث والنشور، حاضرة فيه أتم الحضور، كررها الله تعالى في مواضع من كتابه، وأعاد القرآن فيها وأبدى، وضرب لها الأمثال والآيات، وجادل فيها المشركين، وأمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقسم عليها، في ثلاثة مواضع من كتابه.

لهذا كان الإيمان باليوم الآخر ركنا من أركان الإيمان، التي بينها القرآن أوضح بيان، قال تعالى: (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين).

خير الأدواء لأمراض القلوب المواعظ، ومن أعظم العظات تذكر اليوم الآخر، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم، مالهم من الله من عاصم، يوم تذوب فيه بين العالمين الفوارق، وتبين فيه وجوه الحقائق، يوم تنطفئ فيه من النفوس حظوظها، وانتصارها لآرائها وأفكارها، يوم يعرض العبد على ربه ليس معه أحد، ولا تخفى على الله منه خافية، ويكون فيه اللقاء الأعظم والمواجهة الكبرى، إنها مواجهة الإنسان بكل ضعفه مع الله جل جلاله، حيث لا تخفى عنه يومئذ خافية، والأسرار في علمه سبحانه ظاهرة علانية، إن لحظات البعث بعد الموت وبدايات استهلال الحياة بعد الفناء وأهوال يوم المطلع مشهد طالما أمض قلوب العارفين وأطال السهاد في أعين المتعبدين وانخلعت له أفئدة الموقنين، ففي يوم ليس كسائر الأيام وعلى عرصات لا حياة فيها ولا أحياء».

صالح آل طالب - الحرم المكي

اغتنام الشهر


«علينا اغتنام ما بقي من شهر رمضان بالإكثار من العبادات والإقبال على الله بالقربات والتنافس في أعظم مواسم الطاعات وتحري ليلة القدر في العشر الأواخر من الشهر الفضيل.

شهر رمضان أخذ في النقص والاضمحلال وشارفت لياليه وأيامه على الانتهاء والزوال، وأدعوكم إلى تدارك ما بقي من شهر رمضان بصالح الأعمال والمبادرة بالتوبة لذي العظمة والجلال وعدم التفريط فيما بقي من الشهر الفضيل، ففي ذلك حسرة للخائبين ومصيبة للغافلين.

الأعمال بالخواتيم وعلينا الاجتهاد في الأيام المتبقية من الشهر الفضيل والعشر الأواخر أثقل الأوقات وأعظم مواسم الخير والطاعات وأحرى وأجدر بالجد والقربات ولئن كانت الطاعة في سائر أيام هذا الشهر المبارك فضيلة فهي في العشر الأواخر منه أعظم فضلا وأرفع قدرا وأجزل أجرا فهي عشر إقالة العثرات وتكفير السيئات واستجابة الدعوات، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها ما لم يجتهد في غيرها، فكان إذا دخلت شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، داعيا إلى الحرص عليها بوصفها مغنما عظيما، هنيئا لمن ربح فيها وفاز بخيرها وفضلها».

عبدالله البعيجان - الحرم النبوي