شجار الصغار تبطله علامة التسامح بالإصبع الصغير

من أقسى ما يتعامل به الصغار بعضهم مع بعض عندما يتخاصمون بث إشارة غضبهم البريء بوضع أحدهم إصبع السبابة اليمنى على سبابة يده اليسرى ويمسح عليها، إعلانا منه بأن فترة الخصومة قد بدأت حيز التنفيذ، وأصبح الحديث بينهما مقطوعا

u0631u0641u0639 u0625u0635u0628u0639 u0627u0644u062eu0646u0635u0631 u062fu0644u0627u0644u0629 u0639u0644u0649 u0627u0644u062au0633u0627u0645u062d (u0645u0643u0629)

من أقسى ما يتعامل به الصغار بعضهم مع بعض عندما يتخاصمون بث إشارة غضبهم البريء بوضع أحدهم إصبع السبابة اليمنى على سبابة يده اليسرى ويمسح عليها، إعلانا منه بأن فترة الخصومة قد بدأت حيز التنفيذ، وأصبح الحديث بينهما مقطوعا. استجابة لتلك الحركة الرمزية التي نقلتها الأجيال السابقة إلى الجيل الحالي الذي سينقلها للجيل الذي بعده، في دلالة على تناقل الموروث الشعبي بين الأجيال، وإن كان علامة ابتكرها الصغار لتعمل على تنبيه الشخص وإنذاره بالخصومة. وفي الغالب تكون هذه الإشارة مصحوبة بكلمة « قصرها»، أي بيني وبينك، ليأتي بعد ذلك يوم آخر تُحل فيه الخصومة وتنتهي مدتها بمجرد ملامسة الإصبعين الصغيرين للمتخاصمين، في إشارة إلى أن الخصومة تم فضها، وفيها دعوة للنفوس أن تسلك الطرق التي تؤدي إلى الألفة والتقارب وربط الأرواح في صفاء تحت سقف المحبة، من أجل أن تسمو قيم التسامح والتضحية والسمو النفسي بين أفراد المجتمع، كل ذلك بإشارة أو رسالة عفوية تسقط كل ما يفسد الود أو يعكر صفاء النفوس. من جهته قال الأخصائي الاجتماعي عبدالله بالعمش: عندما يتشاجر الصغار يبدأ أحدهم بإشارة الخصومة، بحيث يضع إصبع السبابة ليده اليمنى على إصبع السبابة ليده اليسرى ويمسحهما فتبدأ الخصومة، وعندما يريدان التصالح يتم الصلح بين الطفلين المتخاصمين بمد كل منهما إصبعه الخنصر من يده اليمنى ليلامس إصبع زميله الآخر في دلالة على تمام الصلح بينهما. وأضاف: هنا يظهر لنا مدى فطنة الصغار في انتهاج رمزية الحركة التي تحمل رمز السلم، أو الغضب، وتبقى هذه الحركة الطفولية من الموروث الشعبي الذي اندثر مع مرور الزمن، وإن ظل بعضه باقيا. وأوضح بالعمش أن للتسامح قيمة اجتماعية كبيرة يجب أن يحرص أفراد المجتمع على غرسها في نفوس الصغار والكبار لتكوين نسيج اجتماعي متماسك لا تتخلله فجوة التخاصم، ولا تتسرب إليه رياح الفتن والمشكلات فينهار وينتقض بنيانه.