الرأي

الانقسام الفلسطيني يضعف الفلسطينيين

قضية فلسطين هي قضية العرب والمسلمين الأولى، وبدون شك أن الانقسام الفلسطيني يضعف الفلسطينيين أنفسهم ويضعف الموقف العربي كذلك، ويجعل إسرائيل تستغل هذا الانقسام في مصلحتها، وتوحيد الصف بين الفلسطينيين هو الخيار الوحيد أمامهم، وكل شيء يجب أن يبدأ من هنا، ويجب إنهاء انقسام وتشرذم الفلسطينيين إن أرادوا خدمة قضيتهم المصيرية.

المتضرر من انقسام قيادات فلسطين هو المواطن الفلسطيني. ونقل الرئيس الأمريكي ترمب السفارة الأمريكية لمدينة القدس رغم اعتراض أغلب الحكومات في العالم على ذلك شيء غريب وعجيب، وغير منطقي، وقد زاد الطين بلة، وأعطى لإسرائيل الضوء الأخضر لممارسة طغيانها وعنجهيتها وعقاب الشعب الفلسطيني الأعزل بقتل الأبرياء بالرصاص وبجميع أنواع السلاح. وقد أعاد من وجهة نظري عملية السلام إلى نقطة الصفر.

مدينة القدس المحتلة يخضع الشرق منها لاحتلال إسرائيل الظالم منذ أكثر من 50 عاما، وقرار ترمب نكأ الجراح وأعاد للشعب الفلسطيني بصفة خاصة وللشعوب العربية والإسلامية حسرة الاحتلال واغتصاب الأرض. كان ينتظر الشعب الفلسطيني فجرا يشرق وسلاما يعم أرجاء فلسطين، كانت تدعمه كل دول العالم المعتدلة، ولكن أدخله ترمب في ليل سرمدي ونفق مظلم. مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي ترفض أن تربط بين نقل السفارة وبين ما حصل من عنف على حدود غزة.

وقد أشادت بما وصفته ضبط النفس من الجانب الإسرائيلي وبقولها «لا توجد دولة في هذه القاعة يمكن أن تتحلى بضبط النفس أكثر مما تقوم به إسرائيل»! إسرائيل التي تقتل الشعب الفلسطيني الأعزل تتحلى بضبط النفس! وقد انسحبت هيلي من الجلسة عندما بدأ مندوب فلسطين إلقاء كلمته! يا لها من مفارقات واستهتار بالدم الفلسطيني! أسأل الله العلي العظيم في هذا الشهر الكريم أن ينصر إخواننا الفلسطينيين وأن تعود فلسطين حرة أبية. والله من وراء القصد.