شهر العبادة وتغيير العادة
الأربعاء / 15 / رمضان / 1439 هـ - 22:45 - الأربعاء 30 مايو 2018 22:45
من الشواهد العظيمة التي تريح النفس هذه الأيام أن نجد المساجد والجوامع مكتظة بالصائمين والقائمين والركع السجود، ومن الجميل أيضا أن نرى البعض يتسابق إلى الصفوف الأولى، والكثيرين بفضل الله يجهزون لموائد الإفطار في المساجد وغيرها من الخيام التي تم إنشاؤها لاستقبال وفود الله من الصائمين وعابري السبيل، والتي تنعم بالخير في بلد الخير وأهل الخير وفي شهر الخير، ويتعاون الجميع لكسب الأجر ولله الحمد، فهو شهر الكرم والخير، والمولى عز وجل يتعهد ويتولى بموفور الأجر ويستثني الصوم من سائر العبادات ويختصه ويميزه بقوله تعالى «إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به»، فعطاء الله ممدود وليس له حدود.
شهر رمضان أعتبره مدرسة لإعداد السلوك الحسن والتعامل الراقي ليجازينا الوهاب الكريم بأكثر مما نتوقع وأعظم مما نرجو بسبب هذه العبادة الخفية في أفعالها والمتخفية وراء نوايا أصحابها، والتي لا يدري أجرها غير العليم الخبير، فجميع العبادات تعتبر ظاهرية قد نراها ولا تحتمل جانب الخفية إلا الصوم. فقد نشاهد الشخص أمامنا لا يأكل ولا يشرب ولكن الله يعلم بصدق هذه النية لأنها عبادة شرعها وجعل لها حدودا لا يجوز انتهاكها، بل وفرض على من يتعدى عليها ويتجاوزها كفارة مغلظة ومتدرجة في تكفيرها للذنب ليعلمنا الخالق عز وجل أنها عبادة تهذيبية لسلوكيات النفس لتستقيم وتعود إلى بارئها وترتدع عن شطحاتها وزللها. فهنيئا لمن صامه إيمانا واحتسابا وخوفا ورجاء.
ومن حسن التأدب مع من أكرمنا بالخير أن نعيد تقييم سلوكياتنا وعاداتنا في شهر رمضان حصريا وإلى نهاية أعمارنا، سواء كان ذلك في بيوت الله أو في حياتنا العامة وتعاملاتنا، لنرتقي بأفعالنا وطبائعنا لتكون عادات أصيلة يكمل معها الخير.
هذه السلوكيات التي أجدها غير لائقة شكلا وفعلا وقولا وتؤذي المصلين والعامة وتنقص من الفعل الجميل والخير الجزيل للبعض هداهم الله، سأسردها كنقاط لألفت إليها النظر وأقوم بالتعليق على كل سلوك، لننكرها مجتمعيا وننبذها ونأخذ بيد من يرتكبها بالنصيحة وبالقول الحسن، ونذكره بأن يراعي الله أولا، وأن يحترم عباد الله وجيرانه ومجتمعه ثانيا. ومن هذه السلوكيات المرفوضة مجتمعيا:
• حجز الأماكن في الصفوف الأولى في المساجد والتشاجر عليها.
ليس من حق أي مصل أن يحجز موقعا أو مكانا بوضع كرسي أو سجادة ليأتي على مهل عند إقامة الصلاة مخترقا كل الصفوف من آخر المسجد ويعلن وبكل تهكم ملكيته للموقع، فهذا السلوك سلبي وأحيانا أرى البعض يقوم بسحب من دخل في الصلاة ليقف مكانه بحجة أحقية حجزه للموقع مسبقا، والصحيح في مفهوم التسابق أن الأعمال بالنيات والمقصود بالخير والأجر في الصف الأول هو الحرص على الإتيان مبكرا، ولا يزال في الصف الأول ما دامت نيته كذلك.
• لبس الجلابيات المخصصة للنوم والحضور للصلاة وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
من السلوكيات السلبية أن يحضر البعض للمسجد بلباس غير لائق بقدسية المكان والزمان، والذي يدل على عدم الاكتراث والاهتمام بهذه الشعيرة وهذا المقام الذي يقف فيه العبد أمام ملك الملوك في موقف مهيب ينظر الله فيه إلى عباده ويكونون بين يديه. والله يقول في محكم تنزيله «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد» سورة الأعراف الآية 31، فهو أمر من رب العباد إلى العباد بالتجمل والتحلي بأفضل ما لدينا من طيب وثياب وزينة لمواجهته جل وعلا.
• رمي الأحذية أمام باب المسجد.
سلوك رمي الأحذية وعدم وضعها في صناديقها المخصصة يعد من الأمور المؤذية للمصلين، إذ يضطر الداخل من الباب أن يطأ بقدميه الأحذية، وربما تكون متسخة نجسة أو بها أمراض جلدية معدية تنتقل بمجرد الملامسة.
• رفع الصوت بالكلام في المسجد والحديث في أمور الدنيا.
يحلو للبعض الإسهاب بالحوار في أمور جانبية يمكن التحدث بها خارج المسجد، وهذا السلوك السلبي يسبب التشويش على المصلين والمسبحين، قال تعالى «واغضض من صوتك» سورة لقمان الآية 19، وأيضا في الحديث الشريف عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يأتي على الناس زمان يتحلقون في مساجدهم وليس همتهم إلا الدنيا، ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم».
• اصطحاب الأطفال ممن هم دون سن التكليف.
من السلوكيات المرفوضة والمزعجة للمصلين اصطحاب البعض أطفالهم ممن هم دون السابعة أو من يغلب عليهم فرط الحركة والمشاغبة؛ فهذا السلوك يشتت ذهن المصلين ويلهيهم عن الخشوع والتركيز في الصلاة وقراءة القرآن.
• إعاقة الطرق المؤدية للمسجد وإغلاقها بالسيارات.
من السلوكيات المضايقة للمصلين سواء كانوا قادمين للمسجد أو ممن فرغوا من صلاتهم وأرادوا الخروج وفوجئوا بوقوف سيارات معيقة للحركة أو بوقوف مزدوج لصف ثان، مما يتسبب بإيقاع الضرر على المصلين والمشاة، فالأولى من إدراك الصلاة هو البعد عن الأنانية، وإتاحة الفرصة للغير بالوقوف الصحيح حتى وإن بعدت المسافة للمواقف.
• البصق في الشارع ورمي القاذورات.
من السلوكيات المقززة والمنفرة أيضا من البعض هو البصق ورمي القاذورات على قارعة الطريق، سواء كان الشخص ماشيا أو من نافذة سيارته أو بفتح الباب وعند الإشارات، بطرق غير لائقة. فالصوم شرع للعبادات، مهذبا للسلوكيات لتغيير العادات في رمضان ولكل العمر والسنوات.
شهر رمضان أعتبره مدرسة لإعداد السلوك الحسن والتعامل الراقي ليجازينا الوهاب الكريم بأكثر مما نتوقع وأعظم مما نرجو بسبب هذه العبادة الخفية في أفعالها والمتخفية وراء نوايا أصحابها، والتي لا يدري أجرها غير العليم الخبير، فجميع العبادات تعتبر ظاهرية قد نراها ولا تحتمل جانب الخفية إلا الصوم. فقد نشاهد الشخص أمامنا لا يأكل ولا يشرب ولكن الله يعلم بصدق هذه النية لأنها عبادة شرعها وجعل لها حدودا لا يجوز انتهاكها، بل وفرض على من يتعدى عليها ويتجاوزها كفارة مغلظة ومتدرجة في تكفيرها للذنب ليعلمنا الخالق عز وجل أنها عبادة تهذيبية لسلوكيات النفس لتستقيم وتعود إلى بارئها وترتدع عن شطحاتها وزللها. فهنيئا لمن صامه إيمانا واحتسابا وخوفا ورجاء.
ومن حسن التأدب مع من أكرمنا بالخير أن نعيد تقييم سلوكياتنا وعاداتنا في شهر رمضان حصريا وإلى نهاية أعمارنا، سواء كان ذلك في بيوت الله أو في حياتنا العامة وتعاملاتنا، لنرتقي بأفعالنا وطبائعنا لتكون عادات أصيلة يكمل معها الخير.
هذه السلوكيات التي أجدها غير لائقة شكلا وفعلا وقولا وتؤذي المصلين والعامة وتنقص من الفعل الجميل والخير الجزيل للبعض هداهم الله، سأسردها كنقاط لألفت إليها النظر وأقوم بالتعليق على كل سلوك، لننكرها مجتمعيا وننبذها ونأخذ بيد من يرتكبها بالنصيحة وبالقول الحسن، ونذكره بأن يراعي الله أولا، وأن يحترم عباد الله وجيرانه ومجتمعه ثانيا. ومن هذه السلوكيات المرفوضة مجتمعيا:
• حجز الأماكن في الصفوف الأولى في المساجد والتشاجر عليها.
ليس من حق أي مصل أن يحجز موقعا أو مكانا بوضع كرسي أو سجادة ليأتي على مهل عند إقامة الصلاة مخترقا كل الصفوف من آخر المسجد ويعلن وبكل تهكم ملكيته للموقع، فهذا السلوك سلبي وأحيانا أرى البعض يقوم بسحب من دخل في الصلاة ليقف مكانه بحجة أحقية حجزه للموقع مسبقا، والصحيح في مفهوم التسابق أن الأعمال بالنيات والمقصود بالخير والأجر في الصف الأول هو الحرص على الإتيان مبكرا، ولا يزال في الصف الأول ما دامت نيته كذلك.
• لبس الجلابيات المخصصة للنوم والحضور للصلاة وعدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
من السلوكيات السلبية أن يحضر البعض للمسجد بلباس غير لائق بقدسية المكان والزمان، والذي يدل على عدم الاكتراث والاهتمام بهذه الشعيرة وهذا المقام الذي يقف فيه العبد أمام ملك الملوك في موقف مهيب ينظر الله فيه إلى عباده ويكونون بين يديه. والله يقول في محكم تنزيله «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد» سورة الأعراف الآية 31، فهو أمر من رب العباد إلى العباد بالتجمل والتحلي بأفضل ما لدينا من طيب وثياب وزينة لمواجهته جل وعلا.
• رمي الأحذية أمام باب المسجد.
سلوك رمي الأحذية وعدم وضعها في صناديقها المخصصة يعد من الأمور المؤذية للمصلين، إذ يضطر الداخل من الباب أن يطأ بقدميه الأحذية، وربما تكون متسخة نجسة أو بها أمراض جلدية معدية تنتقل بمجرد الملامسة.
• رفع الصوت بالكلام في المسجد والحديث في أمور الدنيا.
يحلو للبعض الإسهاب بالحوار في أمور جانبية يمكن التحدث بها خارج المسجد، وهذا السلوك السلبي يسبب التشويش على المصلين والمسبحين، قال تعالى «واغضض من صوتك» سورة لقمان الآية 19، وأيضا في الحديث الشريف عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يأتي على الناس زمان يتحلقون في مساجدهم وليس همتهم إلا الدنيا، ليس لله فيهم حاجة فلا تجالسوهم».
• اصطحاب الأطفال ممن هم دون سن التكليف.
من السلوكيات المرفوضة والمزعجة للمصلين اصطحاب البعض أطفالهم ممن هم دون السابعة أو من يغلب عليهم فرط الحركة والمشاغبة؛ فهذا السلوك يشتت ذهن المصلين ويلهيهم عن الخشوع والتركيز في الصلاة وقراءة القرآن.
• إعاقة الطرق المؤدية للمسجد وإغلاقها بالسيارات.
من السلوكيات المضايقة للمصلين سواء كانوا قادمين للمسجد أو ممن فرغوا من صلاتهم وأرادوا الخروج وفوجئوا بوقوف سيارات معيقة للحركة أو بوقوف مزدوج لصف ثان، مما يتسبب بإيقاع الضرر على المصلين والمشاة، فالأولى من إدراك الصلاة هو البعد عن الأنانية، وإتاحة الفرصة للغير بالوقوف الصحيح حتى وإن بعدت المسافة للمواقف.
• البصق في الشارع ورمي القاذورات.
من السلوكيات المقززة والمنفرة أيضا من البعض هو البصق ورمي القاذورات على قارعة الطريق، سواء كان الشخص ماشيا أو من نافذة سيارته أو بفتح الباب وعند الإشارات، بطرق غير لائقة. فالصوم شرع للعبادات، مهذبا للسلوكيات لتغيير العادات في رمضان ولكل العمر والسنوات.