أكد الدكتور تنيضب الفايدي أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعد قدوتنا في حب الوطن، مستشهدا بحب النبي صلى الله عليه وسلم، لمكة المكرمة، والمدينة المنورة،حيث قال مخطابا مكة «ما أطيبك من بلد، وأحبك إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنتُ غيرك»، فيما قال في المدينة ما يؤكد هذا المعنى «اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة». وأوضح خلال محاضرة ألقاها في أدبي المدينة أمس الأول بعنوان «تأصيل حب الوطن» وأدارها محمد البليهشي أن الوطن عديل الروح في كتاب الله، ويضيف «قال الله تعالى «ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم»، كما أحبّ الأنبياء والرسل أوطانهم، لذلك كان أكبر تهديد قابلوه من قومهم هو إخراجهم ومن آمن معهم من وطنهم». وحدد الفايدي عناصر يعتمد عليها حب الوطن وتحقيق تربية المواطنة، منها الأسرة، المدرسة، المسجد، الرأي العام، وسائل الإعلام، أجهزة الدولة ذات العلاقة بالمواطنين، مشيرا إلى أن كل تلك المؤسسات تعمل على ترسيخ مفهوم المواطنة وتظهر للإنسان ما عليه من واجبات، وأيضا ما له من حقوق، وكلها تهدف إلى تعزيز الفرد بالانتماء إلى مجتمعه، ووطنه، وقيمه ونظامه، وبيئته الثقافية. وعرض الفايدي نماذج شعرية من عصر الجاهلية والعصور الإسلامية المتتالية كتبت عن حبّ الوطن، للشعراء من أمثال امرئ القيس وطرفة بن العبد وزهير بن أبي سلمى والنابغة الذبياني، مؤكدا أن جميع شعراء المعلقات السبع ومن أتى بعدهم في صدر الإسلام عادة ما يوثقون شعرهم بالأماكن، كما يفعل ذلك الشعراء المعاصرون ومنهم خير الدين الزركلي وأمير الشعراء أحمد شوقي وغيرهما.