جني البحر يصطاد أسماك الشعيبة
منذ أن كان محمد إدريس «أبوسعود» صغيرا وهو مغرم بحب البحر وصيد الأسماك فيه، إلا أن عمله مترجما في شرطة العاصمة المقدسة لأكثر من 25 عاما، منعه من ممارسة هذه الهواية المحببة إلى قلبه منذ الصغر، لعدم وجود الوقت الذي يعتبره من أهم أدوات الصيد
الثلاثاء / 30 / ذو الحجة / 1436 هـ - 16:30 - الثلاثاء 13 أكتوبر 2015 16:30
منذ أن كان محمد إدريس «أبوسعود» صغيرا وهو مغرم بحب البحر وصيد الأسماك فيه، إلا أن عمله مترجما في شرطة العاصمة المقدسة لأكثر من 25 عاما، منعه من ممارسة هذه الهواية المحببة إلى قلبه منذ الصغر، لعدم وجود الوقت الذي يعتبره من أهم أدوات الصيد. وعندما أحيل إلى التقاعد، عاد يمارس هواية الصيد على شاطئ البحر الأحمر، في منطقة الشعيبة، معتمدا على ما اكتسبه من خبرات قديمة في فنون الصيد، التي كان يظن أنه قد نسيها، ولكنه ما إن بدأ في رحلات الصيد حتى عادت ذاكرته تسترجع الماضي شيئاً فشيئا، حتى أصبح يُعرف «بجني البحر»، ما إن يحط رحاله على شاطئ البحر وهو ينظر من حوله إلى أين تتجه الرياح، إلا ويعرف كيف ينصب شباكه، التي تنقسم إلى 6 أجزاء، كل جزء منها يبلغ طوله 500 متر، تمتد إلى 3 كلم بطريقة متعرجة توحي بإلمامه الشديد في فنون الصيد، يذهب بعد ذلك لرمي المجارير، التي تحمل الطعم، ثم يقوم بتحديد الأماكن التي يصطاد فيها معاونوه التسعة السمك بشبك المخدجة. بعد ذلك يقوم بوضع الفلين، الذي يعلق به خيط السنارة التي تحمل سمكة الكيلو جرام، ليصطاد بها الأسماك الكبيرة من الناجل ويشرف على جلب السمك من الشوارات، في الوقت الذي يتحدث فيه مع من يرمي شبكة المخدجة، التي تلم السمك من البحر. يستغل كل لحظة، تراه قائدا بحارا لا مجال للخطأ أو التكاسل معه، فهو يدرك أهمية الصبر للصياد، ولكنه يكره الانتظار، ويعرف جيدا أهمية الوقت للصياد. لا يستسلم لتغيرات الطبيعة أثناء الصيد، حيث يقوم بتغيير مكان شوارات الصيد، كل ما تغير اتجاه الرياح، لا يبتسم ولا يعرف طعما للراحة، إلا عندما تعجز ثلاجات السمك عن حمولتها، حينها يخلع قبعته، ويتكئ وهو يطلب من معاونيه تنظيف أدوات الصيد جيدا استعدادا لرحلة أخرى.