السعوديون الملائكة والعاصوف
الجمعة / 10 / رمضان / 1439 هـ - 22:45 - الجمعة 25 مايو 2018 22:45
لسنوات طويلة ونحن نشاهد المسلسلات والأفلام المصرية والكويتية وهي تصور كل شرائح وفئات المجتمعين المصري والكويتي؛ المؤمن والسارق، الزاهد والفاسق، الكريم والداعر، المحتال والصادق، الخائن والطيب، كلها صفات غلبت على شخصيات جسدها ممثلون مصريون وخليجيون وأخرجها مخرجون مصريون وخليجيون، وصورت على أرض مصرية أو خليجية، وعرضت على قنوات خليجية وصالات سينما مصرية، ورغم مشاهدتنا لهذه الأفلام والمسلسلات في كل وقت وحين مرارا وتكرارا، فإننا لا نعتقد ولا نظن الآن ولن نعتقد ولن نظن مستقبلا، أن أيا من هذه المسلسلات - مهما كان محتواها - يمثل ويعبر عن كل المجتمع المصري أو الكويتي فردا فردا، فلماذا إذن يرى البعض أن مسلسلا واحدا بثت منه بضع حلقات حتى الآن ويركز على حياة أسرة سعودية من خمسة أفراد، كاف لتشويه المجتمع السعودي برمته؟ والدمغ عليه بالعار واتهامه بالفساد والانحلال!
ألا يفترض بالفن التعبير عن الواقع كما هو دون تغيير وعن الشخصيات التي تعيش فيه بكل تعقيدات النفس البشرية التي تمزج داخلها الخير بالشر والصلاح بالانفلات والحب بالحقد، والبحث عن المختلف والجديد واللافت في كل مرة لعرضه؟
إذن ما الذي يجعل المصريين والكويتيين يتقبلون أفلامهم ومسلسلاتهم ويفخرون بالممثلين فيها في حين نهاجم نحن مسلسلنا اليتيم؟
باختصار شديد هم لم يرزحوا جيلا بعد جيل ولثلاثين عاما تحت وطأة الصحوة، نعم هذا هو الأمر ببساطة!
أغلبنا لا زال يعاني من تأثير تلك الفترة بدرجات متفاوتة، المجتمع السعودي ذو خصوصية، شعب الحرمين الطاهر، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأسودها يتصدون لكل منحل داعر، كلها مفاهيم وشعارات نشأنا ونحن نسمعها ونعايشها فانغرست في داخلنا وأصبحت جزءا من الوعي واللا وعي لدينا، جعل ذلك من تقبلنا لحقيقة وجود نماذج كالتي يعرضها مسلسل العاصوف تمثل شبانا سعوديين غير ملتزمين لهم علاقات غير شرعية، جعل منه صعبا جدا وشديد القسوة، لأنه يمثل النقيض الصارخ للصورة الملائكية التي تم إقناعنا أننا يجب أن نتمثلها ونكون عليها ولا نقبل من يظهر سواها، وإن فعل في السر كل ما صوره المسلسل، بل أسوأ منه بكثير، فترة الصحوة جعلتنا نبدو متناقضين إلى أقصى درجات التناقض، فظاهريا يجب أن نكون قدوة الشعوب في التقوى والورع، وواقعيا نحن مجتمع طبيعي يغلب عليه الالتزام، ولكنه وكأي مجتمع آخر يحوي الصالح والفاسد، الزاني والزاهد، البطل والمجرم.
المسلسل أظهر فقط جانبا من حقيقة كوننا مجتمعا واقعيا وليس مجتمعا خياليا يسكن المدينة الفاضلة، وما صوره يمثل حقيقة بعض من كان يعيش في تلك الحقبة الزمنية، ولكنه لا يعني أن في ذات الحقبة لم تكن توجد نماذج رائعة تستحق أن يعمل منها مسلسلات وليس مسلسلا واحدا فقط، ولكن ليس بالضرورة أن تعرض جميعها الآن في هذا المسلسل تحديدا، والذي ما زال الحكم عليه مبكرا لأنه مكون من عدة أجزاء، ولا زلنا في الحلقات الأولى من الجزء الأول، كل النماذج الرائعة سيأتي وقت وزمان تجسيدها، وسينال الفن السعودي نصيبا من النهضة الشاملة التي نمر بها، وهذا سينعكس فنا راقيا يعبر عن المجتمع السعودي بشكل يجعله أكثر شبها بنا وأكثر مصداقية وشفافية.
ألا يفترض بالفن التعبير عن الواقع كما هو دون تغيير وعن الشخصيات التي تعيش فيه بكل تعقيدات النفس البشرية التي تمزج داخلها الخير بالشر والصلاح بالانفلات والحب بالحقد، والبحث عن المختلف والجديد واللافت في كل مرة لعرضه؟
إذن ما الذي يجعل المصريين والكويتيين يتقبلون أفلامهم ومسلسلاتهم ويفخرون بالممثلين فيها في حين نهاجم نحن مسلسلنا اليتيم؟
باختصار شديد هم لم يرزحوا جيلا بعد جيل ولثلاثين عاما تحت وطأة الصحوة، نعم هذا هو الأمر ببساطة!
أغلبنا لا زال يعاني من تأثير تلك الفترة بدرجات متفاوتة، المجتمع السعودي ذو خصوصية، شعب الحرمين الطاهر، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأسودها يتصدون لكل منحل داعر، كلها مفاهيم وشعارات نشأنا ونحن نسمعها ونعايشها فانغرست في داخلنا وأصبحت جزءا من الوعي واللا وعي لدينا، جعل ذلك من تقبلنا لحقيقة وجود نماذج كالتي يعرضها مسلسل العاصوف تمثل شبانا سعوديين غير ملتزمين لهم علاقات غير شرعية، جعل منه صعبا جدا وشديد القسوة، لأنه يمثل النقيض الصارخ للصورة الملائكية التي تم إقناعنا أننا يجب أن نتمثلها ونكون عليها ولا نقبل من يظهر سواها، وإن فعل في السر كل ما صوره المسلسل، بل أسوأ منه بكثير، فترة الصحوة جعلتنا نبدو متناقضين إلى أقصى درجات التناقض، فظاهريا يجب أن نكون قدوة الشعوب في التقوى والورع، وواقعيا نحن مجتمع طبيعي يغلب عليه الالتزام، ولكنه وكأي مجتمع آخر يحوي الصالح والفاسد، الزاني والزاهد، البطل والمجرم.
المسلسل أظهر فقط جانبا من حقيقة كوننا مجتمعا واقعيا وليس مجتمعا خياليا يسكن المدينة الفاضلة، وما صوره يمثل حقيقة بعض من كان يعيش في تلك الحقبة الزمنية، ولكنه لا يعني أن في ذات الحقبة لم تكن توجد نماذج رائعة تستحق أن يعمل منها مسلسلات وليس مسلسلا واحدا فقط، ولكن ليس بالضرورة أن تعرض جميعها الآن في هذا المسلسل تحديدا، والذي ما زال الحكم عليه مبكرا لأنه مكون من عدة أجزاء، ولا زلنا في الحلقات الأولى من الجزء الأول، كل النماذج الرائعة سيأتي وقت وزمان تجسيدها، وسينال الفن السعودي نصيبا من النهضة الشاملة التي نمر بها، وهذا سينعكس فنا راقيا يعبر عن المجتمع السعودي بشكل يجعله أكثر شبها بنا وأكثر مصداقية وشفافية.