ومن أعضائكم ترزقون!
هذه الدنيا عجيبة ولطيفة، وببساطة متناهية تجعل رزقك في أحد أعضائك، يقوم هذا العضو الصغير في جسدك بالإنفاق عليك بعضاً من حياتك أو كل حياتك وحتى مماتك، بل بعض أعضائك تنفق عليك قبل موتك وبعد موتك لصالح أبنائك أيضاً، فهذا الجسد وهذا الإنسان غريب جداً، لا يحاول أن يكتشف أي أعضائه أكثر منحة وهِبة من الله والذي ممكن أن يدر عليه رزقاً!
الاثنين / 10 / ربيع الثاني / 1435 هـ - 18:15 - الاثنين 10 فبراير 2014 18:15
هذه الدنيا عجيبة ولطيفة، وببساطة متناهية تجعل رزقك في أحد أعضائك، يقوم هذا العضو الصغير في جسدك بالإنفاق عليك بعضاً من حياتك أو كل حياتك وحتى مماتك، بل بعض أعضائك تنفق عليك قبل موتك وبعد موتك لصالح أبنائك أيضاً، فهذا الجسد وهذا الإنسان غريب جداً، لا يحاول أن يكتشف أي أعضائه أكثر منحة وهِبة من الله والذي ممكن أن يدر عليه رزقاً! «فماجد عبدالله» و»يوسف الثنيان» رزقهما في أقدامهما إلا أن ماجداً ربما كان في رأسه أيضاً، أما «أحمد زويل» فرزقه في ذكائه الفيزيائي حتى أفاء الله عليه من فضله وفضل «عقله» مع أدبه الجمّ، بينما معلق المباراة والستاند أب كوميدي (الرجل الذي يلقي النكت المتتابعة في محفل من الناس) جُعل رزقهما في لسانيهما الصغيرين المرنين المخبوءين في جوف الفم، بل إنهما يهذيان بالكلام ساعة أو ساعتين والناس لا تمل من الإنصات لهما، بل تطلبهما وتطلبهما أكثر وفي رواية «العطر» لـ»باتريك زوسكيند» أحد أبطال روايته جُعل رزقه في أنفه وكيف أنه فقط يشم العطر ويحكم على جودته!وهذا «نجيب محفوظ « و»تشيبنج سودبرى» (مؤلفة سلسلة هاري بورتر ) جعل الله رزقهما بين أصابعهما الفذة، بل هناك من تُطبع كتبه بعد موته ويستفيد منها أحفاد أحفاده، وماذا عن الرائي الذي يتراءى القمر في كثبان رمل نجد ليقول لنا أنصوم الشهر الكريم أم لا؟! وقد وضع الله رزقه في عينيه إن كان ثمة رزق من هذه الوظيفة المثيرة! عزيزي المستثمر، فكر في أعضائك وأين جعل الله رزقك فيه ثم نمّ هذه الموهبة حتى تحصل على فضل الله الواسع!