جاء رمضان فجاء الخير معه
الخميس / 9 / رمضان / 1439 هـ - 23:15 - الخميس 24 مايو 2018 23:15
مضت الأيام سريعة وبتنا في شهر رمضان المبارك، لنعيش معه حلاوة الإيمان في الصيام والقيام، حيث تحول ترقبنا إلى واقع نعيشه، فأصبحنا نعيش حلاوة الشهر الكريم، تاركين المأكل والمشرب، باحثين عن الآجر والمثوبة والقبول من رب العباد.
وصرنا بين من ينساق خلف ملذة الدنيا ومتاعها باحثا عن أجود الطعام وألذ الشراب، وبين من يبحث عن ترطيب اللسان بحلاوة القرآن الكريم وآياته، والصلاة وخشوعها.
وفي المقابل نجد من ينام النهار ويسهر الليل ليتحدث بكلمات منمقة عن الشهر الفضيل وبركاته، فتجد نفسك أمام فيلسوف في الخطابة وموجه وواعظ ومرشد، فتقف حائرا بين ما تسمعه ليلا، وبين ما رأيته نهارا.
وأتعجب من أولئك الذين يصفون أنفسهم بالتقاة وهم لا يتقون الله في أعمالهم، وينالون ما لا يستحقون، فلو كان رمضان هذا هو الأخير لهم فما هم فاعلون؟ أيظلون في طغيانهم يعمهون؟
أما السير على نهج الخداع أو ابتزاز المال بالخداع واستخدام أساليب الاحتيال لاكتساب ثقة شخص أو مجموعة من الناس، أو الحصول على مال من شخص آخر بأساليب الغش والخداع، فإن في رمضان تزكية للنفس وقربا من الله، وفيه تغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وتفتح أبواب الرحمة.
إن شهر رمضان ليس هو الشهر التاسع في التقويم الهجري فحسب، لكنه الشهر الذي نزل فيه القرآن على خير الأنام، قال تعالى «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون».
وإن كان نزول القرآن في رمضان، ففيه كانت أولى المعارك بين الحق والباطل غزوة بدر الكبرى، في الـ 17 من رمضان في العام الثاني من الهجرة، وتعتبر أول معركة في الإسلام.
قال تعالى «ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون، إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم» آل عمران: 123-126.
وفي رمضان يجتمع الخير، قال الشاعر:
جاء الصيام فجاء الخير أجمعه
فالنفس تدأب في قول وفي عمل
ترتيل ذكر وتحميد وتسبيح
صوم النهار وبالليل التراويح
وقال آخر:
أدم الصيام مع القيام تعبدا
فكلاهما عملان مقبولان
قم في الدجى واتل الكتاب ولا
تنم إلا كنومة حائر ولهان
فلربما تأتي المنية بغتة
فتساق من فرش إلى الأكفان
يا حبذا عينان في غسق الدجى
من خشية الرحمن باكيتان
ahmad.s.a@hotmail.com