تأثيرات تعدد الزوجات على مجتمعاتنا الحالية

لا شك أن التعدد حلال للرجل عند الحاجة الماسة لزوجة أخرى أو أكثر، دون إخلال بمسألة العدالة، والضوابط، والقدرة النفسية والجسدية، فكان هذا النوع من الزواج يحدث في الماضي بشكل جدي وسبب مقبول، عكس ما يحدث في وقتنا الحالي، فكانت الزوجة الثانية أو حتى الرابعة تحضر للبيت الكبير، لتصبح جزءا منه ومن الأسرة، وتشارك في تربية الأبناء الكبار، وتجعل أبناءها الصغار يتربون على نفس ما يتربى عليه إخوتهم الكبار، وكانت تشعر بقيمة الزوجة الكبيرة، ولا تحاول سرقة حياتها منها، وكان كل ذلك يحدث بحياء، وضوابط وتفاهم، ولم نكن نميز المعدد، فكأنه وأسرته وحدة واحدة لا تعدد فيها

لا شك أن التعدد حلال للرجل عند الحاجة الماسة لزوجة أخرى أو أكثر، دون إخلال بمسألة العدالة، والضوابط، والقدرة النفسية والجسدية، فكان هذا النوع من الزواج يحدث في الماضي بشكل جدي وسبب مقبول، عكس ما يحدث في وقتنا الحالي، فكانت الزوجة الثانية أو حتى الرابعة تحضر للبيت الكبير، لتصبح جزءا منه ومن الأسرة، وتشارك في تربية الأبناء الكبار، وتجعل أبناءها الصغار يتربون على نفس ما يتربى عليه إخوتهم الكبار، وكانت تشعر بقيمة الزوجة الكبيرة، ولا تحاول سرقة حياتها منها، وكان كل ذلك يحدث بحياء، وضوابط وتفاهم، ولم نكن نميز المعدد، فكأنه وأسرته وحدة واحدة لا تعدد فيها. وأتت صحوة ما بعد جهيمان، والتي أفقدتنا الكثير من الحياء والمشاعر والمعاني، وأساءت إلى كثير من المظاهر الاجتماعية، وجعلت أمر التعدد مصبوغا بتسطيح أساء إلى مفاهيمنا وتركيبتنا الاجتماعية، وجعلت أفراد بعض الأسر أعداء لبعضهم، لا يجمعهم إلا الإرث بعد موت الزوج المعدد. المشاعر الإنسانية انعدمت بصور نظرية وعملية، وأصبح المجتمع المتشدد يبرزها تفاخرا، ويشجع عليها، وكأنها فتح ونصر عظيم:

1.فقيام الرجل بالتعدد لم يعد شأنا يخصه هو، فتجد ملاقيف مجتمعاتنا في العلن يحرجون بعض الرجال، ويشعرونهم بأنهم ناقصو كرامة ورجولة إذا لم يعددوا، وبكل وقاحة وتجريح. 2.أصبح الأمر مجالا خصبا للتندر، والضحك، والكلام بسماجة فيه فلم يعد من أسرار البيت، وأصبح أغلب المعددين لا يحترمون ذواتهم، ولا يحترمون أبناءهم فينشروا قصصهم وكأنها بطولات؛ ويركب الموجة أبناء غير المعدد فيحاولون مجاراة المجتمع والضغط على آبائهم، ودون تقدير ولا احترام لأمهاتهم اللائي ربينهم، فكأنهن جوار لا رأي ولا قيمة لهن. 3.يتم التعدد في حالات كثيرة دون الحاجة إليه، فتغضب النساء، ويعتزلن بحياتهن وأبنائهن عن الزوجة الأخرى، ويكبر الجفاء والعداء مع الوقت بين الإخوة بشكل مدمر. 4.الرجال في الغالب لا يراعون مسألة العدالة فيعتقدوا أنها تكمن فيما يصرفون من المال، ضاربين بالمشاعر، والاهتمام، والتواجد، والمسؤولية عرض الحائط، وقد يرمي الأب مسؤولية زوجته القديمة كليا على أبنائها، وقد لا يزورها إلا في السنة، حسنة. 5.كثر وجود من يحرجون على الزوجات الجدد الجاهزات للتعدد، والأمر لا يخلو من سمسرة، وثمن يدفع، وسوق تستغل فيه القيم، وتتدنى قيمة الأنثى، لدرجات عظيمة. 6.بعض النساء تهتز ثقتها بنفسها، وتخشى أن تبوح بمشاعرها، فترضى بجزء من الزوج، ومسكن، وتجاري تشدد المجتمع، حتى ولو اضطرت صاغرة للذهاب معه لاختيار الزوجة الجديدة، مما يعطي مؤشرا لنوع العلاقة البائسة منعدمة الروح بينها وبين زوجها، فهي لا تكترث له، ولا تندم عليه، ولا تغضب لنفسها، مهما كانت كاملة الأوصاف. 7.البعض يدعي أنه بذلك يحل مسألة العنوسة، حتى ولو تحولت مجتمعاتنا إلى ما يشبه مزارع الدجاج. 8.شيوع الفتوى والمحاضرات، بتعليمات خصوصية دقيقة بشؤون التعدد، والجنس، وبكيفية التعامل، والتغلب على صعوبات التعدد، بشكل يبرز شهوانيتنا. وكل ذلك يجعلنا أمة متطرفة حتى في الحلال، وتزيد من حيرتنا الثقافية التي تخلق لنا في كل منعرج بائس فخرا ومجدا وقوة للرجل الفحل المهيمن مختل المشاعر.