خرافات التوتر

الاحد - 20 مايو 2018

Sun - 20 May 2018

التوتر موجود في حياة كل إنسان، وقد لا تخلو حياتنا جميعا منه. ولكن الأمر الذي يجب أن نركز عليه ونفهمه هو أنه ليس كل ما يقال أو ينسب إلى التوتر صحيح. تلك الأمور غالبا ما يطلق عليها «خرافات». سأتطرق لبعض منها في مقالي هذا.

- الخرافة الأولى: التوتر الذي يصيبك هو نفسه الذي يصيب غيرك.

هذا الأمر خاطئ تماما. التوتر يختلف من شخص لآخر. ما يسبب التوتر لك قد يسبب أو لا يسبب التوتر لغيرك٬ كل شخص منا يستجيب للتوتر بصورة مغايرة عن الآخر تماما.

- الخرافة الثانية: التوتر سيئ في جميع حالاته.

هنالك نظرية سائدة تقول «صفر توتر يساوي حياة سعيدة». غير صحيح. تصور التوتر بهذه الصورة: التوتر للإنسان هو تماما كما هي عملية الشد لآلة الكمان٬ قليل من الشد والموسيقى مملة٬ وكثير منه وتصبح الموسيقى صاخبة وتنقطع أوتار الآلة.

بإمكان التوتر أن يصبح قبلة الموت أو ملح الحياة. المشكلة تعود إلى كيفية التعامل مع التوتر وإدارته. الإدارة الجيدة له قد تجعل منا منتجين وسعيدين. فكما قالت الباحثة والدكتورة Kelly McGonigal «التأثير الذي تشعر به هو التأثير الذي ستحصل عليه».

- الخرافة الثالثة: التوتر يسبب السرطان.

ليس صحيحا مطلقا. فلم يتم التوصل إلى توافق في الآراء حول ما إذا كان التوتر يؤثر على الإصابة المباشرة بالسرطان أم لا. تشير الأدلة التي تم بحثها إلى أن الارتباط المحتمل بين التوتر والسرطان لم يتم تحديده، وما زالت هناك تناقضات بين الباحثين في هذا المجال. ففي الواقع٬ التوتر يؤثر على سلوك الإنسان، حيث يدفع الإنسان إلى تبني سلوك سيئ كالتدخين أو الإفراط في الأكل أو شرب الكحول. تلك الأمور هي التي تؤثر سلبا على صحة الإنسان، مما يزيد احتمالية المرض.

- الخرافة الرابعة:

تجاهل التوتر يساعد على التخلص منه.

غير صحيح. كلما تجاهلنا أمر التوتر ازداد وكبر حتى أصبح أمر السيطرة عليه صعبا (تأثير كرة الثلج). من الأفضل محاولة السيطرة عليه والتخلص من مصدره مبكرا، أو محاولة استغلاله كدافع نحو تحقيق أمر ما.

almajidalawi@