التهاني الرمضانية تنافسية وعلاقات عامة غير مباشرة

الاحد - 20 مايو 2018

Sun - 20 May 2018

لن ينتظر هاتفك النقال أن يعلن رسميا عن رؤية هلال شهر رمضان حينما يبدأ في تلقي مجموعة هائلة من التهاني التي تصمم على شكل بطاقات فنية، لتصبح هذه الطريقة هي الأسلوب المعاصر الأكثر استخداما للقيام بواجب التهنئة بين الأصدقاء والزملاء.

هذه العادة التي تبدأ خلال الأيام القليلة التي تسبق الشهر الكريم وتستمر طيلة أسبوعه الأول تقريبا، باتت محل التنافس فيما بين المهنئين أنفسهم على تقديم النموذج الأكثر إبداعا سواء على المستوى البصري أو من حيث العبارات المستخدمة، حيث تشي كل بطاقة بانطباع عن ذوق صاحبها.

تطور فني

وفي حين أن صورة الكعبة المشرفة أو الحرم المكي أو المآذن والزخارف الإسلامية تعد من أكثر العناصر استخداما نظرا لخصوصيتها الدينية المرتبطة بالشهر الكريم، إلا أن السنوات الأخيرة بدأت تشهد تصميمات حديثة تعتمد على طابع البساطة والمعاصرة والابتكار.

ملامح النشاط العملي

ما يميز الكثير من التصاميم التي تستخدمها الشركات هي أنها تكون مرتبطة بهويتها التجارية في الألوان والخطوط والأشكال واللغة المستخدمة، حيث تمثل هذه البطاقات جزءا من منتجات بناء الصورة الذهنية مع الجمهور، كما يعد وجود ملامح من طبيعة النشاط العملي للشركة أو منطقة وجودها أمرا طبيعيا داخل بطاقتها للتهنئة بشهر رمضان.

بزنس كارد مواز

أصبحت بعض التهاني شبيهة ببطاقات العمل، حيث يحرص البعض على وضع عناوين التواصل به أو شعار شركته، وهو ما يجعل التهنئة تبدو كتعريف غير مباشر بجهة العمل الحالية أو لبناء علاقات عامة، فيما يضع البعض صورته الشخصية بينما يتعمد الآخرون أن تكون تهانيهم عبارة عن مقاطع فيديو قصيرة أو صور متحركة، كنوع من التغيير المبتكر، والذي سيدفع آخرين لإعادة إرسال هذا المحتوى، بالطبع في حال لم يضع عليه المرسل الأساسي اسمه.

تواصل أم انفصال؟

الأخصائية الاجتماعية نوف العبيلي تأخذ موقفا وسطيا، فهي ترى أن هذا الأسلوب في التهنئة يمثل خيارا عمليا لإبقاء التواصل وتجديده مع شريحة كبيرة من العلاقات الاجتماعية وزمالات الدراسة والعمل التي تضم أشخاصا لا يمكن زيارتهم أو الاتصال بهم جميعا، ولكن في المقابل لا يجب الاكتفاء بهذه الطريقة مع أقارب الدرجة الأولى الذين يجب أن تتم زيارتهم بشكل شخصي والاتصال عليهم.

عدد طلبات قياسي

ريم الدريس مصممة محترفة في إحدى الشركات المتخصصة تحدثت عن وصول عدد قياسي من طلبات التصميم التي تتنوع بين متطلباتها الفنية، وذلك في الفترة التي تسبق شهر رمضان والأعياد بشكل عام.

تصاميم حصرية

وتقول الدريس «كنا نلمس تنافسا بين المنشآت والشركات في إخراج تصاميم مميزة ولكننا الآن نرى هذا التنافس بين الأفراد أنفسهم، فكل شخص أصبح يبحث عن تصميم شخصي يمثله بشكل خاص ولا يمكن للآخرين إعادة تدويره كما يحدث في التصاميم العادية واسعة التداول».

إقبال ثم فكرة

هذا الإقبال أوحى بفكرة للشركة التي أسستها مجموعة مصممات قبل أربعة أعوام، حيث أصبحت تقدم باقات كاملة تشمل ما يعرف بتصاميم المناسبات، والتي تحوي إلى جانب تهاني رمضان والعيد بطاقات مخصصة للتهنئة بمختلف المناسبات الموسمية والأيام العالمية المتعارف عليها، وقد حقق هذا نجاحا كبيرا.

عميل اللحظة الأخيرة

أما عن أبرز التحديات في هذا الجانب، فتقول الدريس «بعض العملاء يعتقد أن رمضان يأتي بشكل مفاجئ ولهذا فهو يطلب التصميم أحيانا قبل يوم أو ليلة من الشهر الكريم، وهذا يؤثر على جودة العمل، فالتصميم الجيد يحتاج إلى يومين كحد أدنى ليخرج بالشكل المطلوب».