نار التقابة.. معتقد يحمله الغرب الأفريقي إلى الحج

نار التقابة لدى مسلمي غرب أفريقيا لا تنطفئ، لأنها نور القرآن بحسب المعتقدات، وهو ما يفسر ألسنة النار للأفارقة حتى داخل أروقة المشاعر المقدسة، وهذا الأمر يعكف عليه طلاب القرآن في المدن الغربية للنيل في القرن الأفريقي

نار التقابة لدى مسلمي غرب أفريقيا لا تنطفئ، لأنها نور القرآن بحسب المعتقدات، وهو ما يفسر ألسنة النار للأفارقة حتى داخل أروقة المشاعر المقدسة، وهذا الأمر يعكف عليه طلاب القرآن في المدن الغربية للنيل في القرن الأفريقي

الأربعاء - 23 سبتمبر 2015

Wed - 23 Sep 2015



نار التقابة لدى مسلمي غرب أفريقيا لا تنطفئ، لأنها نور القرآن بحسب المعتقدات، وهو ما يفسر ألسنة النار للأفارقة حتى داخل أروقة المشاعر المقدسة، وهذا الأمر يعكف عليه طلاب القرآن في المدن الغربية للنيل في القرن الأفريقي.

انتقلت نار التقابة إلى العرف المدني بحكم ما يقول عنها أنس مصطفى، من شمال الخرطوم وتروي قصة وجود لوح خشبي يكتب عليه بالقطران المعجون من الأعشاب مجسدة اللوح والدوايا.

ويتحول القطران إلى الحبر الأسود ويكتب بأقلام البوص، المصنوعة من القصب وينقش على اللوح بضع آيات قرآنية تنعكس إضاءتها في ذات اللوح فتتجلى للعيان وللدوائر الفنية التي اجتمعت على حافة النقوش.

التقابة هي عادة أفريقية متأصلة بامتياز حبلت بكثير من المفاهيم الدينية المتعلقة بمعتقدات القرن الأفريقي، وهي ذات أبعاد لها علاقة بالنور، وتجسيد لديمومة الفعل والوهج الذي تدور حوله عدد من مفاهيم الضوء لدى ساكني غرب النيل.

وبحسب الأعراف الاجتماعية، فإن نار القرآن التي يتحلق حولها طلبة الخلاوى ليلا ويتلون القرآن على ضوئها ويتذاكرون علومه، كما يعرفها كثير من الأفارقة المتعلقين بالقرآن تلاوة وترتيلا وتجويدا تنضوي خلف تلك الأعراف حكايا الليل وجودة الأداء والأصوات الندية وهناك عدة مدن خاصة في شمال الخرطوم لها علاقة مباشرة كأم ضوا بان وهي شهادة تعريفية للمدينة التي رمزت للضوء المنبعث من التقابة ليلا ليهدي الساري.

الحجاج الأفارقة عرفوا التقابة بأنها دلالة ثقب النار واشتعاله من رقاق العيدان، والنقش بخط عريض وجميل للآيات التي يتم تدارسها واسترجاعها ووجوبية حفظها، حتى في المجتمعات المدنية المتحضرة في الشمال، لم تثن الحضارة والأجهزة الحاسوبية تلك المفاهيم من إيقاد التقابة وحمل هذا الموروث من جغرافية لأخرى، ومن موضع لآخر خارج القارة الأفريقية، وهو ما يكرس مفهوم النار لدى الحضارة الأفريقية بكامل معتقداتها وتشعب مذاهبها، وهو أمر نتج عنه استلهام مباشر للقصص القرآني وحفظ مجود وموروث أفريقي جلبته المدن السودانية التي لم تعرف الكهرباء منذ مئات السنين وقدمت فيه النار المضرمة والآيات القرآنية الكريمة.