مانع اليامي

تذكروهم واذكروا مواقفهم

الجمعة - 11 مايو 2018

Fri - 11 May 2018

لم تكن أعمال التجارة في مدن الأطراف بداية النهضة السعودية حية، ولم تك فرص العمل في المدن والقرى على ما يرام، وواقع المرحلة لا يخفي سوء الأحوال المعيشية، مما فرض الهجرة الداخلية باتجاه العاصمة السياسية والاقتصادية أيضا، وقبلهما القطاع الشرقي الأكثر تميزا في فرص العمل. الحياة كما هي عادتها لا تعتذر، والإمكانات من المعرفية إلى المهنية متواضعة تميل إلى درجة العدم.

والشاهد أن الناس يتوقون بعزم إلى توفير قوتهم وسد احتياجات أسرهم، والمعلوم أن الإنسان السعودي عبر العصور لا يعمل من أجل نفسه، فأسرته تشكل محور اهتماماته. عموما سافر البعض لطلب الرزق واستطاعوا في الغالب الأعم أن يقوموا بالعديد من المهن، وهنا يمكن القول إن العصامية كانت سيدة المشهد المهني والتجاري أيضا. عاد البعض منهم في زيارات لأسرهم وتفقد أحوالهم وقد بدأت عليهم ملامح الكسب حتى وإن كان محدودا، وظهرت الانعكاسات على أحوال أسرهم مع تفاوت النسب. وبحكم طبيعة المجتمع تسري الأخبار، وفي مثل هذا الأمر يأخذ التحفيز مكانه دون تخطيط، لتجد من المجتمع من يعد العدة للسفر بغية العمل ومجاراة الرفاق، وليس في ذلك من العيب أدنى شيء آنذاك والآن، لا شك في ذلك.

قدامى القوم يدفعون الثمن، فكل باحث عن عمل وفي أي مدينة يبحث بداية عمن سبقه من جماعته أو أقاربه وهكذا، لتجد من حالفه الحظ بفرصة عمل محطة لكل الباحثين الجدد، وتدرج الحال ليشمل الباحثين عن العلاج فيما بعد.

ما تجدر الإشارة إليه أن أوضاع القدامى لم تكن في أحسن الأحوال على الأقل ماليا - والدارج أن الأحوال مستورة وخير الجود من الموجود - إلا أن سطوة الأعراف القبلية ترمي بثقلها، مما يفرض الكثير من الالتزامات والمبادرات، والأسباب لا تغيب عن عين الفطين.

باختصار، تغيرت الأحوال وسارت البلاد إلى الرفاهية سريعا وعم الرخاء. تبدلت الأحوال وبقي أن يحتفظ المجتمع بحق كل من كان ذات يوم ومعاناة شظف العيش تسيطر على المشهد في مقام الراعي الكريم. تذكروهم واذكروا مواقفهم بخير، هم أهل للوفاء، والكثير منهم بينكم الآن. وبكم يتجدد اللقاء.

[email protected]