أحمد الهلالي

التشيع والقدس فكا إيران لابتلاع العرب

الجمعة - 11 مايو 2018

Fri - 11 May 2018

إيران دولة معادية للسعودية وللعرب أجمعين دون استثناء، لا يشك في هذا الأمر إلا من تغشى الجهل والعمى بصيرته، ولا حاجة لعينيه (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، فالواقع الحالي والأحداث التاريخية القريبة من عمر نظام ملالي طهران يؤكدان هذا العداء المعلن.

قررت الولايات المتحدة بشجاعة الانسحاب من الاتفاق النووي، ومعاقبة النظام الإيراني؛ لأنها تعلم جيدا أن هذا النظام لا يعترف بالواقع الدولي كله، وأن دساتيره وأنظمته مبنية على أيديولوجيا قاتمة، تعتمد التوسع والهيمنة أساسا وحقا مشروعا، وتسعى لإقامة الإمبراطورية الفارسية، ومطيتها إلى تلك الرغبة (ولاية الفقيه) التي تنفذ من خلالها إلى المتعاطفين معها في الدول العربية، وهذا ما نبه عليه صراحة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مقابلته الشهيرة.

لو عاد العقلاء بذواكرهم إلى عهد قريب في التاريخ، إلى حرب ميليشيات حزب الله التابعة لإيران ضد الكيان الصهيوني عام 2006 م، وفتشوا في تلك المواجهة لما وجدوا صاروخا باليستيا واحدا أطلقته ميليشيات حزب الله على إسرائيل، رغم القصف الإسرائيلي بأنواع الأسلحة الفتاكة على لبنان آنذاك، فعداء إيران للكيان الصهيوني مجرد أداة تسويقية إعلامية لا ترقى إلى مستوى عدائها للسعودية خاصة والعرب عامة، فقد بادرت إيران إلى إمداد الحوثيين بمئات الصواريخ الباليستية، وإرسال الخبراء الإيرانيين واللبنانيين لإطلاقها على السعودية دون تردد، فهل بعد هذا الفعل يشك عاقل أن إيران لا تعد السعودية عدوها الأول؟ وأن عداءها للكيان الصهيوني ليس إلا لتسويق نفسها في الدول العربية، ألم يقل أحمدي نجاد إنه يستطيع مسح إسرائيل من الخريطة؟ فماذا يمنعهم بعد كل ما تقوم به إسرائيل ضدهم؟

إيران يا عرب لن يهنأ لها بال وبلد عربي واحد ينعم بالاستقرار، ويحيا بعيدا عن هيمنتها. ولا مانع عندها من اقتسام الوطن العربي كله مع إسرائيل أو غيرها، فعقدتها عربية بامتياز، وتطلعاتها كلها نحو هذا العالم العربي المفكك، فلا تحركات لها شرق حدودها، ولا محاولات للهيمنة على الدول المجاورة لها من غير العرب، فالمغرب العربي الذي اكتشف مخططاتها وقطع علاقاته بها أقرب لها من تلك الدول، فقط لأنه عربي، ومصر والسودان وموريتانيا وغيرها من الدول العربية أقرب لأطماع الفرس من أي قطر آخر لا تصبغه القومية العربية.

بعد القرار الترامبي الشجاع، قررت إيران الانتقام من إسرائيل، فماذا كان قرارها؟ لم يكن إلا عددا من القذائف البدائية من داخل الأراضي العربية السورية، إلى داخل الأراضي العربية المحتلة في الجولان، بأياد عربية ـ أيضا، لتتحرك إسرائيل وترد على مصادر النيران فتقصف العرب اللبنانيين والسوريين مغسولي الأدمغة في ركاب الولي الفقيه، المنضوين تحت مسميات (فيلق القدس/‏ حزب الله)، ولن تجرؤ إيران على ضرب تل أبيب بصاروخ من صواريخها بعيدة المدى من داخل أراضيها، فكل الأمر أنها تستخدم (الكباش العربية الحمقاء) لتسويق ذاتها لدى العرب الآخرين واستحلاب عواطفهم، لأنها لا تهتم بمفاعلاتها النووية كاهتمامها باختراق الوطن العربي فكريا والهيمنة عليه، كما تتباهى بهيمنتها على العراق وسوريا ولبنان واليمن بأذرعها العربية الغبية.

آن الأوان أن يصحو كل عربي، وأن تنبعث القومية العربية من مرقدها، فهي الملاذ الحقيقي لمواجهة الخطر القومي الفارسي ذي الرداء الديني الزائف الذي استطاع اختراق القومية العربية، في غرة من الأنظمة العربية عن تسييج أمنها الفكري ضد مثل هذه الاختراقات. وآن الأوان أن يتحد العرب مع خط الدفاع الأول عن القومية العربية، ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين الذي استطاع تعرية النظام الإيراني أمام الرأي العالمي، وكشف خبث نواياه، وبدأ عمليا بقص أذرع الأخطبوط الإيراني المتغول في المنطقة العربية، ولا استقرار حتى تنفذ الرصاصات القاتلة إلى كل قلب من قلوب الأخطبوط.

ahmad_helali@