أحمد صالح حلبي

إنهم شباب مكة ساكنة القلوب

الخميس - 10 مايو 2018

Thu - 10 May 2018

حينما يكون الحديث عن مكة المكرمة ومواسمها المشهورة؛ الحج والعمرة، أجد أن الكلمات تتدفق من قلمي وتتسابق نحو ورقي، راسمة أجمل الجمل والعبارات عن شباب مكة المكرمة وفتياتها وخدماتهم للمعتمرين والحجاج.

ومع إطلالة شهر رمضان المبارك، وقبل أن يتوافد المعتمرون من داخل المملكة وخارجها صوب أم القرى، نجد القطاعات الحكومية والأهلية قد وضعت خططها وبرامجها لتوفير خدمات عالية الجودة ومميزة للمعتمرين والمصلين.

وبعيدا عن جهود القطاعات الحكومية والمؤسسات الأهلية، نتوقف أمام جهود أفراد ومؤسسات وجمعيات وهيئات خيرية هدفها خدمة المعتمر، ومنها جمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة التي تضع برامجها وتجند منسوبيها من متطوعين ومتطوعات للعمل في خدمة المعتمرين عبر برامج خاصة بالشهر الكريم.

ومعها نجد مجموعة من الشباب الذين طوعوا أنفسهم لخدمة المعتمرين، وحددوا خطتهم في الوقوف على طرقات أم القرى ومداخلها الرئيسية قبل شوارعها وطرقها الداخلية، تشاركهم في ذلك فتيات يقفن في خط مواز، يؤدين دورهن في خدمة المعتمرات عبر برامج خاصة بهن، مبتغين الأجر والمثوبة من رب العباد.

وإن بدأنا القول عن مداخل مكة المكرمة وتحديدا مواقع حجز سيارات المعتمرين والطرق المؤدية للمسجد الحرام، فإننا نجد أن شباب الأحياء المجاورة لمسار المعتمرين والمصلين جعلوا خطتهم تعتمد على الخروج عصرا، حاملين بأيديهم وجبات إفطار تم تجهيزها بدرجة عالية من الجودة، لتوزع على سالكي الطريق.

أما مشروع تعظيم البلد الحرام فيحرص على أن يبرز للمعتمرين، خاصة القادمين من خارج المملكة، تاريخ أهل مكة في تعظيم البلد الحرام، إضافة إلى دوره في إزالة العادات التي تشوه صورة المجتمع المكي، وإيضاح مفهوم شعار «وطن واحد، وبلد واحد، وقبلة واحدة».

وفي الساحات المحيطة بالمسجد الحرام فإن الخدمات التي يقدمها شباب مكة المكرمة وفتياتها خلال شهر رمضان المبارك تتنوع بتنوع الجهة، فهي تحمل برامج متنوعة بيئية وصحية وإرشادية وغذائية، ويشارك كشافة شباب مكة المكرمة بجمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة في خدمة المعتمرين والزوار في المسجد الحرام ضمن القطاعات الكشفية التي تشرف عليها جمعية الكشافة العربية السعودية، من خلال تنظيم عملية دخول وخروج المصلين والمعتمرين في صحن المطاف وتنظيم العربات في المسعى، وإرشاد التائهين.

وبجوارهم يقف منسوبو جمعية الكشافة العربية السعودية بمكة المكرمة لخدمة المعتمرين والمصلين، في أورقة وساحات الحرم المكي، وبالقرب منهم تقف مجموعة من المرشدات المتطوعات لتقديم خدماتهن للمعتمرات.

ونجد متطوعي لجنة المسؤولية الاجتماعية بنادي الوحدة الرياضي، وقد خرجوا بخطة عمل خاصة بالشهر الكريم ليوضحوا للجميع أن الرياضة أخلاق وشهامة، وليست لعبا ولهوا، وأنهم كغيرهم مجندون لخدمة المعتمرين، وبجوارهم يقف متطوعو ومتطوعات مبادرة سواعد الحي التطوعي، لا ليقدموا وجبات غذائية، بل ليقدموا وجبات فكرية وثقافية وتوعوية تحمل دعوة صادقة للحفاظ على الصحة بالابتعاد عن مناطق الازدحام واستخدام الوسائل الواقية والبعد عن أشعة الشمس نهارا، حريصين على تأمين سلامة المعتمرين والمصلين، مرددين قولهم الشهير «نحن خدام المعتمرين والحجيج ونفتخر».

أما فريق أنا صحي فيضعنا أمام أعمال إنسانية وصحية يقدمها شباب وفتيات مكة المكرمة للمعتمرين، ليكون موازيا في أعماله وخدماته لتلك التي تقدمها وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي، إضافة لمتطوعي ومتطوعات كليتي الطب والعلوم الطبية العاملين في المسجد الحرام.

وحق لنا أن نفخر بشبابنا وفتياتنا الذين خرجوا لخدمة المعتمرين والمصلين في الشهر الكريم، مبتغين الأجر والمثوبة من رب العالمين، ودعواتنا لهم بالتوفيق في مسيرتهم العلمية وحياتهم العملية.

[email protected]