عبدالله العولقي

الريادة الإبداعية في قيادة التغيير

الأربعاء - 09 مايو 2018

Wed - 09 May 2018

واتتني فكرة المقال بعد أن ضجت تغريدات تويتر اعتزازا وفخرا بمشروع القدية العظيم الذي تشرف بتدشينه قائد البلاد الملك سلمان بن عبدالعزيز، بينما أبت بعض الأقلام المأجورة إلا أن تتخذ نمطية التشكيك في القدرات أو التخويف من المآلات، كأن الزمن لدينا لم يتجاوز عقلياتهم السكونية أو كأننا لا نعلم ولاءاتهم الحزبية أو لا ندرك انتماءاتهم الفكرية المتطرفة، علموا بذلك أم لم يعلموا. وطننا شامخ بإسلامه نابض من أعماق أنفسنا، وأصيل بعروبتنا المنبثقة من أقحاح أحسابنا، ولسنا في حاجة إلى فتاوى التطرف أو أبواق بقايا اليسار المتهالك!

الصورة الذهنية العالقة لدى بعض المشككين التقليديين أن رسالتهم الإعلامية حول المستقبل هي التهويل من القادم الآتي ورغبتهم في بقائه صورة نمطية من الماضي المضمون - حسب نظرتهم - متجاهلين بإرادتهم أو بغيرها أن الزمن اليوم في وضعية المتسارع بقوة التقنية، وأن التحدي هو أن نلحق الركب التنموي الحضاري العالمي أو نبقى في نمطية السكون، وبالتالي الخروج من أطر التاريخ والعيش خارج أسوار الزمن، ولذا اتخذت قيادتنا رؤيتها الوطنية بالنهوض والتقدم على كل الأصعدة والمجالات الإنسانية، ويتبعها شعب شغوف بقضايا المعرفة ومتلهف بالمضي قدما خلف قيادته الحكيمة.

كما أن هناك نمطية أخرى للصورة الذهنية المشككة لاحظتها لدى فئة أخرى لا تفسير عندي لها سوى أن كراهيتهم للمملكة وشعبها قد أبدتها أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر، ولا سيما أن مثقفيهم ومتعلميهم يدركون في قرار ذواتهم أن الطريق القويم نحو المستقبل هو التفكير الإبداعي الرائد الذي تنهجه المملكة في خطوات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعبر رؤيتها الوطنية، خاصة أن مشروعا عظيما كالقدية يترجم اليوم الأحلام الموعودة إلى واقع معاش في المملكة، وقد ساءهم ذلك فشرعوا يهاجمون بتغريداتهم التي لا تسمنهم في واقعهم ولا تغنيهم من الجوع الذي أضناهم!

إن المملكة اليوم تزخر بشبابها الواعد بثقافته المتنورة ووطنيته المتدفقة، والبعض منهم قادم من أرقى الجامعات الأمريكية والأوروبية والأسترالية، وجميعهم يحملون في ثناياهم ثقافة رائدة تتأسس على معاني المعرفة والرغبة الطموحة في بناء وطنهم وتحقيق مزيد من التفوق والارتقاء، ووجدوا في شخصية ولي عهدهم أميرا شابا يشاركهم أحلامهم ويحمل في جنباته آمالا عظمى وأحلاما كبرى في قيادة بلاده نحو مصاف التحضر الإنساني في العلوم والتقنية والآداب والثقافة والفنون.

هذا ما لمحناه من بعض الريادات الإبداعية التي حققها ولي العهد بقيادته للتغيير في الداخل عبر سياسته المتوازنة بالتوازي مع سياسة الخارج، فإقليميا نجح في تحجيم الدور الإيراني في المنطقة وتهميش عدد من أذرعها المتواطئة معها ضد العروبة والإسلام. ولعل الانكماش

الجغرافي المتصاعد للقوى الانقلابية في اليمن خير برهان على تعاظم النجاح في سياسته الخارجية التي أثمرت عن تكوين التحالف الإسلامي المتضمن 40 دولة إسلامية في مواجهة التصعيد الإيراني البائس.

هذه بعض الإشارات التي أحببنا بسطها في هذا المقال كشاهد حي على فن الريادة الإبداعية في قيادة التغيير لدى شخصية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فالمملكة تعد الواجهة الأولى للعالمين العربي والإسلامي، وهي «كنترول» الاستقرار في المنطقة، وشخصية بهذه السمات تؤهلها لقيادة التغيير داخليا وخارجيا، وكفانا أن نستشهد بقوله: إننا نعيش مرحلة التغيير، مرحلة اقتناص الفرص التي نطمح لأن نعمل فيها مع شركائنا. وعلينا أن نتعلم من التاريخ، لنتيقن مدى طموحه المتدفق عشقا لوطنه وشعبه، فحفظ الله مليكنا العظيم الذي أهدى شعبه وليا له بحجم الأمير محمد بن سلمان.

[email protected]