حسن علي العمري

جرائم غسل الأموال الالكترونية

الثلاثاء - 08 مايو 2018

Tue - 08 May 2018

سبق أن أشرنا إلى أن مؤدى جرائم غسل الأموال هو تخويف وإرهاب رجال المال والأعمال التقليديين الشرفاء من المواطنين وغيرهم، الساعين للكسب المشروع، ليقوم هؤلاء الغاسلون بدخول الأسواق بالأساليب الشائعة للتحكم في أسعارها بشراء الأراضي الزراعية والعقارية أوالمضاربة في أسواق الأسهم والبورصات العالمية، وتبني إنشاء شركات الواجهات. وأدى التقدم التقني لزوال الحواجز الاقتصادية والاتصال بين الدول، مما ساعد بشكل كبير في إيجاد طرق جديدة ومتعددة لغسل الأموال من خلال استخدام شبكات الانترنت، سواء عبر بنوك الانترنت الافتراضية أو البطاقات الممغنطة أو الشيك الالكتروني والتحويلات النقدية عبر الهواتف المحمولة.

ومؤخرا أضحى اختراق الحسابات البنكية أمرا معتادا يقوم به أشخاص بارعون تقنيا، فضلا عن قراصنة مواقع الانترنت، كما أن كثيرا من التقنيات قد تستخدم لإجراء عمليات التحويل بين الحسابات بشكل يصعب تتبعها أو معرفة مضامينها، فيما يستمر غاسلو الأموال في البحث والتنقيب لابتداع طرق جديدة تمكنهم من الإفلات والتخفي عن أعين السلطات المعنية، كما أن كثيرا من التقنيات تستخدم دون أن تترك أثرا يستدل به عليهم، إذا ما علمنا أنه لا يشترط أن يقوم بها محترفو الانترنت، بل قد تحدث من أناس عاديين وهواة، مع التوقع بازدهار هذه الجريمة في ظل زيادة التجارة الالكترونية والتعامل الواسع ببطاقات الدفع الالكتروني، لتشكل في الواقع تحديا كبيرا عدته منظمة «الفاتف» ضمن أهم التحديات المستقبلية لمواجهة جرائم غسل الأموال.

ولكون المزايا التي تصاحب العمليات المصرفية الالكترونية مغرية بشكل كبير لهذا النوع من المجرمين الذين يسعون بكل الطرق للاستفادة من تسخير التكنولوجيا لتبادل تحويل أموالهم إلى حسابات أخرى في أي مكان في العالم، في ظل الخدمات المصرفية المقدمة عن طريق الانترنت، دون الحاجة للتعامل مباشرة مع موظفيها، ثم ما تلا ذلك من قفزة تقنية هائلة يرونها خادمة لهم بشكل لم يسبق له نظير، والمتمثلة بنشوء البنوك الالكترونية التي تضمن لجريمة غسل الأموال بالطرق الاكترونية سريتها وتدويلها، حتى ظهر قراصنة بمهارات خاصة لارتكاب هذا النوع من الجرائم تمكنهم من اختراق التوقيع الالكتروني كأنهم العميل نفسه عندما يقومون بالتوقيع عنه.

وهناك وسائل أخرى متنوعة كالنقود الالكترونية أو البطاقات البلاستيكية الممغنطة التي تؤدي لسرعة ويسر المدفوعات، إلا أنه قد يساء استخدامها كما في حالتي الاستخدام وهي منتهية الصلاحية أو كانت البطاقة ملغاة.

وتتنوع البطاقات من هذا النوع، فمنها ما هو للسحب الآلي، وأخرى تستخدم كوسيلة للدفع وأدوات الوفاء، إلا أنه لإتمام عملية غسل الأموال عبر هذه البطاقات لا بد من التواطؤ بين حاملها والمستفيد من الشيك عندما يحرر الأول شيكا أعلى من الحد المسموح به، ليقوم الثاني بسداد ما عليه من أموال غير مشروعة الأصل خلال فترة رجوع البنك على حامل البطاقة ليتم تبييض الأموال أثناء هذه الفترة، وتتم عملية الغسل دون أي مصاعب تذكر.

• تعد النقود الالكترونية من الوسائل المتاحة لتخزين القيمة النقدية للأموال المتحصلة من مصدر غير مشروع، وبالتالي غسل هذه الأموال.

• من الطرق الشائعة في القرصنة على البنوك الافتراضية تسجيل كل تعاملات العميل من البنك بواسطة التنصت على الخط التلفوني المشغل لشبكة الانترنت.

• تكمن مخاطر غسل الأموال الالكتروني في أنها ذات درجة عالية، ويجب أن تتناسب أدوار مكافحتها مع هذه المخاطر وحجم نشاطاتها وآثارها.

• للحكومة الأمريكية تجربة سباقة في هذا المنحى من خلال التعامل مع كل الهيئات الصناعية المختلفة لإيجاد وسائل فعالة لفك رمزها PGP.

[email protected]