أحمد صالح حلبي

النشاط المدرسي نجاح أم فشل؟

الاحد - 06 مايو 2018

Sun - 06 May 2018

قد يكون من الصعب لغير المتخصصين في المجال التربوي والتعليمي تقييم مدى نجاح أو فشل حصة النشاط المدرسي التي أقرتها وزارة التعليم خلال العام الدراسي الحالي، غير أنه يمكن القول بأن الجميع تأكد من عدم استفادة الطلاب والطالبات من هذه الحصة التي حولت النشاط الذهني إلى خمول، والنضج إلى لهو ولعب.

ومع نهاية العام الدراسي، وبدء الاختبارات وموسم الإجازات، فإن الحاجة تستدعي العمل على إعادة تقييم حصة النشاط وما أفرزته من نتائج، على أن يكون تقييما صحيحا معتمدا على الصراحة والوضوح، لا أن يكون تقييم مجاملة وخوف من قرار نقل تأديبي يصدره مدير التعليم لكون المعلم أوضح الحقيقة أو جزءا منها.

والمعروف أن النشاط المدرسي عادة ما يكون نشاطا ذهنيا وفكريا وجسديا، يبرز من خلاله الطالب أو الطالبة قدرته على تنفيذ هذا العمل بشكل جيد وناجح، كالإبداع في الفن التشكيلي الذي غابت معارضه عن المدارس، وأصبح منحصرا في حصة أو حصتين للتربية الفنية، وكانت نتيجته غياب الفن التشكيلي بمدارسه المتعددة، حتى بات الطالب الفنان لا يظهر إلا في المرحلة الجامعية، ومن خلال المعارض التي تقام بعد أن يتجاوز المرحلة الثانوية.

ومثله غاب المسرح الذي لم يعد له وجود داخل مدارسنا، ففقدنا الكثير من الكوادر الجيدة من المؤلفين والممثلين والمخرجين المسرحيين، والذين قد يكون لهم شأن في المسرح السعودي لو وجدوا الاهتمام الجيد في بداياتهم الأولى.

ولم يكن الفنان التشكيلي والمسرحي هما الغائبان وحدهما، فقد غاب المشهد الثقافي، ولم نعد نسمع أو نقرأ أو نشاهد المسابقات المدرسية، والنشاطات الثقافية، فغاب الشعراء والكتاب لعدم وجود رائد متخصص في هذا المجال.

وغاب ذلك أيضا في المجال الرياضي، فلم تعد الدوريات الرياضية المدرسية موجودة، كدوري كرة القدم ودوري الكرة الطائرة وكرة السلة والدراجات وغيرها، والتي كانت مصدر تفريخ للاعبين السعوديين للأندية والمنتخبات.

وما نحتاجه اليوم ليس القول بأن حصة النشاط أثبتت فعاليتها ونجاحها، لكننا نقول إن حصة النشاط المدرسي فكرة جيدة، يرتبط نجاحها بالتوظيف الصحيح، ولا يكون ذلك إلا من خلال تقييم صحيح بعيدا عن المؤثرات والضغوط، إن أردنا تنمية قدرات الطلاب والطالبات، وإبراز مواهبهم وتعزيز هواياتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح، والاستفادة من الإمكانيات المتاحة سواء تمثلت في المباني المدرسية الحكومية أو الكوادر الجيدة.

ولا بد أن يدرك الجميع أن تعزيز النشاط المدرسي وتطويره ليسا ترفا أو تغييبا للأهداف التعلمية، فهو نشاط يجمع بين التربية والتعليم والإعداد والتأهيل، وينبغي أن يكون هناك معلمون ومشرفون يعملون على بلورة أفكار الناشئة وتوظيفها بشكل صحيح داخل محيط المدرسة، ليخرج للمجتمع طالب عالم ناضج الذهن.

[email protected]