مدارس البنات

إطلاق أسماء الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، ورموز الوطن؛ على (المدارس) ومؤسسات التعليم العام بمراحله كافة، كنا نظنه وقفا على المشهورين من أولئك الأجلاء، حتى وإن تجاوزت أعداد تلك المدارس والمؤسسات الحقل العددي لأولئك الصحابة والتابعين، رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان، ورموز الوطن الأجلاء. هذه الحالة كنا نظن أن ثمة أطرا نظامية- تحكم رمزية إطلاق تلك الأسماء على تلك المدارس- لا يجوز تخطيها أو تجاوزها بإطلاق اسم فاعل أو رمز وطني، قدم خدمة جليلة للوطن في مجال المعرفة والعلم والفكر، وفي مجال العمل الوطني العام؛ في إطار مسؤولية وظيفية تقلدها، أو مهمة عهدت إليه. أو مجال برع فيه، أو شهرة حقَّقها تجاوزت شخصه لتحسب لصالح الوطن.. كنا نظن ذلك كذلك. حتى قام أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن؛ بإطلاق اسم الدكتور رشيد العمرو، على إحدى المدارس الثانوية في المنطقة، وكذا فعل أيضا بإطلاق اسم إحدى المعلمات على مدرسة ابتدائية للفتيات، وكانت مدارس البنات في بلادنا؛ رهينة لعجمة الأرقام، الأولى والثانية.. والرابعة بعد المائتين..!

إطلاق أسماء الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، ورموز الوطن؛ على (المدارس) ومؤسسات التعليم العام بمراحله كافة، كنا نظنه وقفا على المشهورين من أولئك الأجلاء، حتى وإن تجاوزت أعداد تلك المدارس والمؤسسات الحقل العددي لأولئك الصحابة والتابعين، رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان، ورموز الوطن الأجلاء. هذه الحالة كنا نظن أن ثمة أطرا نظامية- تحكم رمزية إطلاق تلك الأسماء على تلك المدارس- لا يجوز تخطيها أو تجاوزها بإطلاق اسم فاعل أو رمز وطني، قدم خدمة جليلة للوطن في مجال المعرفة والعلم والفكر، وفي مجال العمل الوطني العام؛ في إطار مسؤولية وظيفية تقلدها، أو مهمة عهدت إليه. أو مجال برع فيه، أو شهرة حقَّقها تجاوزت شخصه لتحسب لصالح الوطن.. كنا نظن ذلك كذلك. حتى قام أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن؛ بإطلاق اسم الدكتور رشيد العمرو، على إحدى المدارس الثانوية في المنطقة، وكذا فعل أيضا بإطلاق اسم إحدى المعلمات على مدرسة ابتدائية للفتيات، وكانت مدارس البنات في بلادنا؛ رهينة لعجمة الأرقام، الأولى والثانية.. والرابعة بعد المائتين..!

الأربعاء - 16 سبتمبر 2015

Wed - 16 Sep 2015



إطلاق أسماء الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان، ورموز الوطن؛ على (المدارس) ومؤسسات التعليم العام بمراحله كافة، كنا نظنه وقفا على المشهورين من أولئك الأجلاء، حتى وإن تجاوزت أعداد تلك المدارس والمؤسسات الحقل العددي لأولئك الصحابة والتابعين، رضي الله عنهم، ومن تبعهم بإحسان، ورموز الوطن الأجلاء. هذه الحالة كنا نظن أن ثمة أطرا نظامية- تحكم رمزية إطلاق تلك الأسماء على تلك المدارس- لا يجوز تخطيها أو تجاوزها بإطلاق اسم فاعل أو رمز وطني، قدم خدمة جليلة للوطن في مجال المعرفة والعلم والفكر، وفي مجال العمل الوطني العام؛ في إطار مسؤولية وظيفية تقلدها، أو مهمة عهدت إليه. أو مجال برع فيه، أو شهرة حقَّقها تجاوزت شخصه لتحسب لصالح الوطن.. كنا نظن ذلك كذلك. حتى قام أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبدالمحسن؛ بإطلاق اسم الدكتور رشيد العمرو، على إحدى المدارس الثانوية في المنطقة، وكذا فعل أيضا بإطلاق اسم إحدى المعلمات على مدرسة ابتدائية للفتيات، وكانت مدارس البنات في بلادنا؛ رهينة لعجمة الأرقام، الأولى والثانية.. والرابعة بعد المائتين..!

وكانت قضية (أرقام/ أسماء مدارس البنات) مثار أطروحات صحفية في سنوات خلت؛ تساءل المشاركون فيها عن الحكمة من تسمية مدارس الفتيات بالأرقام..؟ وليس ثمة حكمة في ذلك؛ سوى الامتثال لثقافة الحجب، والإبهام والإخفاء، التي تهيمن على كل شؤون المرأة، حتى لو كان ذلك في مجال التعليم والمعرفة ومؤسساتهما. بالرغم من أن المعرفة كشف وإظهار ونور وتنوير.

ولم يتجاوز طرح تلك القضية أياما معدودات، واستمرت مدارس البنات بأرقامها، وكأن ثمة التزاما جمعيا، وتسليما بهذا الأمر، الذي بدا وكأنه ثابت قطعي لا يجوز الخروج عنه.

وليس ذلك كذلك، ولا يعدو أن يكون انقيادا لما جرت به العادة، حتى بات مسلما به، إلى أن خرجت مؤسسة التعليم في حائل عن هذا الأمر، ووجد صنيعها ذلك قبولا واسعا واستحسانا كبيرا من الأسرة التعليمية في المنطقة وخارجها.

ولم يقع ما قد كان يُتوقع من رفض تحرير أسماء مدارس البنات؛ من قيد الأرقام وسطحية دلالتها، إلى استثمار رمزي لأسماء الناشطات من النساء، أو ممن قدمن خدمات جليلة لحقل التعليم، بأن تطلق أسماؤهن على المدارس.

بيد أن الحفر في سجل تاريخ تعليم البنات في بلادنا، يكشف أصل تلك البدعة؛ المتمثلة باختيار الأرقام بدل الأسماء؛ لتكون علامات على تلك المدارس. يوم وُوجِه مشروع تعليم البنات - في بداياته - برفض سافر، في مناطق من بلادنا غير الحجاز، وكيف رُمي الرائد الراحل محمد طاهر الدباغ بالحجارة، في إحدى المدن، وقد زارها بمهمة رسمية كلفته بها الدولة؛ لافتتاح مدرسة بنات فيها.

وقد تغيرت تلك الأفكار، وانقشعت الغُمَّة نوعا ما عن وعي الناس في تلك المدينة، وآمن أهلها بأهمية تعليم الفتيات، وانتشر هذا النوع من التعليم في بلادنا، غير أن مفاعيل بنية ذلك الرفض ظلت قائمة، وتحايل القائمون على التعليم على ذلك، بالحد من شهرة مؤسسات تعليم الفتيات، ومن مظاهر ذلك التحايل، اختيار الأرقام بدل أسماء الأعلام؛ علامات تميز تلك المدارس.

والغريب أنه وبعد مضي فترات زمنية طويلة، بعد تلك المرحلة، وحدوث تغيرات وتحولات اجتماعية وثقافية واقتصادية جذرية في مجتمعنا؛ ظل هذا الملف رهين الوعي القديم. بالرغم من أنه ليس شكليا كما يظن البعض، وبالرغم من ثمة أولويات ملحة غيره أجدر بالمعالجة والتصحيح منه، فإن رمزيته تشير إلى ركيزة أساس في الوعي الاجتماعي الجمعي.

ومن هنا.. فإن تحرير أسماء مدارس البنات، من قيد الأرقام وحجابها،(حجاب الأرقام أعني)، ضروري جدا. ومدونة تاريخنا الوطني، وتاريخنا العربي والإسلامي، تحفل بأسماء المئات من النساء ذوات الأدوار المهمة، في التعليم والمعرفة والأدب، وفي مختلف الحقول، وبالإمكان إطلاقها على المدارس، تصديرا لأدوارها تلك، وإشهارا لها، واعتزازا بها، وتكريسا رمزيا لقيمة الوفاء، لمن كان لهن إسهام متميز يستحق بعثه في الذاكرة وإحياءه فيها.