رجال الداخلية ومنظومة النجاح

الثلاثاء - 01 مايو 2018

Tue - 01 May 2018

من أعظم المنح التي وهبها الله سبحانه وتعالى لهذه البلاد نعمة الأمن والأمان والاستقرار التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز بقوله «أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف»، وذلك لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، وإن كان العلماء والمفسرون قد ربطوا بينها وبين احتضان هذه البلاد للحرمين الشريفين، والمقدسات الإسلامية. وظلت القيادة السعودية منذ تأسيس الدولة على أيدي الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – تولي جل عنايتها للحفاظ على هذه النعمة، بحسبان أنها أول المداخل نحو تحقيق التنمية والازدهار، حيث لا نهضة بلا أمن، ولا تطور بدون استقرار. لذلك اهتمت المملكة بإنشاء أجهزة أمنية على مستوى عال، باتباع أحدث الأساليب العالمية، واستقطبت لها أفضل الكوادر، وابتعثتهم للتدريب في أرفع المؤسسات الدولية، ووفرت لهم كافة المعينات التي تساعدهم على أداء واجباتهم بالصورة المثلى، صونا لأمن البلاد، وحفاظا على مصالح العباد.

في مقدمة تلك الأجهزة التي ظلت تسهر على توفير الأمن وبسط الاستقرار وزارة الداخلية، والتي اضطلعت خلال الفترة الماضية بأدوار رائدة، وحققت نجاحات لافتة، واستطاعت القيام بمهامها بشكل استلزم إشادة معظم دول المنطقة والعالم، بفضل المنظومة الأمنية المتطورة التي استطاعت تكوينها، ولم تقتصر نجاحاتها على الداخل السعودي فقط، فقد أسهمت المملكة بدور كبير في تأسيس اتحاد وزراء الداخلية العرب الذي يتولى مهمة التنسيق الأمني بين وزراء الداخلية في الدول العربية كافة، وتبادل المجرمين وتمرير المعلومات، بل إن المملكة أسهمت بفضل مهنية أجهزتها الأمنية في إحباط وقوع عمليات إرهابية في دول عظمى من بينها الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى، بفضل المعلومات الموثوقة التي تم تمريرها إلى تلك الدول.

خلال الأيام الماضية كشف تقرير وزارة الداخلية الذي تناول مؤشرات الأداء الأمني خلال الأحد عشر شهرا الماضية، والذي تسلمه الديوان الملكي، عن انخفاض كبير في نسبة الجرائم التي وقعت خلال هذه الفترة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وتفاوتت نسبة التقدم في مختلف الجرائم، والتي تراوحت ما بين القتل العمد وجرائم العرض والسرقة والسطو المسلح والحوادث المرورية والمخدرات وغيرها. وهذا النجاح الكبير دفع القيادة في أعلى مستوياتها، ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، للإشادة به، تقديرا لما بذل من جهد، وما سكب من عرق، تحفيزا لمن يقفون وراء هذا النجاح، وشدا على أياديهم.

هذا النجاح الكبير يؤكد أن هناك جهدا هائلا يبذل لأجل أن تستمر حالة الأمن التي ننعم بها جميعا، مواطنين ومقيمين في هذه البلاد المباركة، وأن هناك تضحيات جساما يقدمها رجال نذروا أنفسهم لخدمة بلاد الحرمين، وظلوا يحققون النجاح تلو النجاح، رغم اتساع الرقعة الجغرافية للمملكة، وتعاظم المهددات الأمنية التي تعصف بالمنطقة، وحالات الاضطراب الأمني التي تشهدها العديد من الدول التي من حولنا، والاستهداف الذي تتعرض له بلادنا من بعض الدول والجهات التي ساءها ما ننعم به من أمن واستقرار، ورغم تباين أنواع الاستهداف إلا أن سهام الحاقدين ارتدت على نحورهم، وتكسرت بفضل عزيمة الرجال الذين آلوا على أنفسهم الحفاظ على أمن هذه البلاد، ونذروا أنفسهم لتحقيق هذا الهدف النبيل، وقدموا أنفسهم فداء حتى تبقى راية التوحيد عالية خفاقة، ولتظل أرض الحرمين على ما ظلت عليه، تفتح ذراعيها لضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين، ليؤدوا فرائضهم وشعائر دينهم، ويعودوا إلى بلادهم وألسنتهم تفيض بحمد الله وشكره.