عبدالله المزهر

هي أشياء لا تفترق!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 22 أبريل 2018

Sun - 22 Apr 2018

هل يتم تضخيم أي حدث يقع في السعودية؟ هل تمر أحداث دون أن يسمع بها أحد في كثير من الدول، ولكن حين يقع مثلها أو أقل منها في السعودية تصبح حديث العالم؟

هل تتخيل أحيانا أن الكرة الأرضية مجرد عدسة كبيرة مسلطة على السعودية وما يحدث فيها؟

أتوقع ـ والعلم عند رب العلم ـ أن كثيرين سيجيبون بنعم عن الأسئلة السابقة أو ما شابهها ودار في فلكها.

ولكن السؤال الذي قد يكون محل خلاف هو: هل هذا شيء سيئ؟ أو هل هذا الاهتمام والتركيز دلالة على أمر سيئ؟

هذه المرة لا أجزم ولا أتوقع إجابات الآخرين، لكني أنظر إلى هذا الأمر على أنه شيء حسن، ودليل على أن السعودية ليست دولة عادية حتى نطلب من الآخرين أن يصمتوا وألا يأتوا على ذكرها وذكر ما يحدث ويقع فيها.

وألاحظ ـ وفقني الله ـ أن أغلب المستائين من هذا الأمر يتحدثون أيضا عن ثقل المملكة العربية السعودية ومكانتها، وأنها دولة محورية ومهمة في إقليمها وفي العالم.

وأظن أنه لا يستقيم الاستياء من أحاديث الآخرين وتناول الشأن السعودي مع الإيمان بأنها دولة مهمة ومحورية. هذه ضريبة تلك. إما أن نتقبل الوضعين ونتعايش معهما معا أو أن ننكرهما معا. لأن ارتباطهما أزلي أبدي لدينا ولدى غيرنا من السابقين والمعاصرين واللاحقين من أمم الأرض.

وحين يكف الآخرون عن تناول الشأن السعودي، أو حتى تأليف الأكاذيب عن السعودية فإن هذا ليس أمرا جيدا ولا شيئاً يدعو للارتياح، لأنه لن يكون دليلا على أن أخلاق الآخرين قد تحسنت، ولا أن العالم قد كف عن «اللقافة»، بل إنه لن يعني إلا شيئا واحدا فقط، وهو أن السعودية لم تعد دولة مهمة لأحد، ولا يكترث بوجودها أحد.

كل هذا أولا، أما ثانيا فإنه يبدو طبيعيا وفي سياقه أن يحاول الأعداء أو حتى الكارهون دون درجة العداء أو حتى الأغبياء من المحبين ترويج بعض الأكاذيب وتضخيم بعض الحقائق بهدف الإساءة أو بلا هدف على الإطلاق، هذا أمر لا يجب أن يفاجئ من يؤمن بقوة ومكانة المملكة، هذه أمور تفاجئ الحالمين والذين ينظرون إلى العالم بنظرة رومانسية وإلى السياسة وكأنها علاقات زوجية. أو الذين يريدون أن يظهروا بمظهر المتفاجئين ـ وهم ليسوا كذلك ـ لأنهم يعتقدون أن ذلك من كمال الوطنية.

وعلى أي حال ..

إني لأرجو الله ألا يأتي من يفهم كلامي أعلاه على أنه دعوة إلى عدم التصدي لمروجي الأكاذيب والإشاعات، لأن فهما كهذا سيحبطني كثيرا، وأنا لست مهيأ لأي جرعة إحباط جديدة ـ هذا الأسبوع على الأقل.

@agrni