جنون أسعار السينما!
السبت - 21 أبريل 2018
Sat - 21 Apr 2018
كالعادة يصحو المجتمع على استغلال غير مبرر إطلاقا، وذلك بتذكرة سينما بلغت 75 ريالا!!
مرة أخرى يعود التسويق للواجهة، وذلك لأن التسعير أحد أركان التسويق الأربعة، عندما يتولاه شخص غير خبير يأتي بالطوام تماما مثلما حدث في قصة السينما السعودية! لماذا غضب الناس؟
إليك السبب المزعج: شركة AMC، والتي تتولى عرض هذه الأفلام بعقد ضخم جدا، استهلت باكورة الأفلام المعروضة بـBlack Panther، ولنسأل سؤالا بسيطا: كم تبيع الشركة الفيلم نفسه حاليا في أمريكا؟ دخلت على فرع AMC في المدينة الأمريكية التي أنهيت منها دراساتي العليا، وبحثت عن الفيلم نفسه، لأجد الصدمة: تذكرة السينما لفيلم بلاك بانثر فقط بـ25 ريالا للطلاب وكبار السن والأطفال، بينما تذكرة الكبار بـ32 ريالا فقط!
حسبة تكاليف بسيطة لطالب محاسبة في عامه الأول يدرك أن تكاليف المشاريع في أمريكا أضعاف نظيرتها في السعودية، نظرا لغلاء اليد العاملة والخدمات اللوجستية والصيانة والتشغيل والماء والكهرباء هناك، وضرائب الدولة والولاية والمدينة، ومع هذا استطاعت AMC بيع التذكرة بـ25 ريالا فقط، بينما وصلت إلى ثلاثة أضعاف في السعودية، مع وجود عمالة رخيصة وإيجار رخيص مقارنة بالأسعار العالمية.
المشكلة ليست هنا، مشكلتي الكبيرة تتلخص في ثلاث نقاط:
1 قطاع مسارح السينما عموما يمر بتحد حقيقي، لأن هناك وحشا جديدا يكبر كل يوم اسمه نتفليكس! نتفليكس غير عادات الناس في مشاهدة الأفلام، ولهذا اسأل أي مبتعث اليوم: متى آخر مرة ذهبت للسينما؟ ستجد عددا لا بأس به منهم قد تجاوز السنة والسنتين دون زيارة، نظرا لاختلاف عادات الجيل الجديد في مشاهدة آخر الأفلام، حيث مواقع القرصنة للأفلام الحالية، أو نتفليكس للباقي.
2 أرباح قاعات السينما عادة ليست في تذكرة الدخول، وإنما في الإنفاق الكلي على الزيارة من شراء الفشار والمشروبات الغازية وغيرها، ولهذا إذا كان سعر التذكرة 75 ريالا فدون شك المجموع النهائي سيكون من 150 إلى 200 ريال للشخص الواحد، وهذا يعني أن عائلة صغيرة بطفلين سيقترب إنفاقها من الألف ريال لمشاهدة فيلم واحد فقط!!
3 وهذه هي الأكثر أهمية لأن هذا الخبر سيحل كالصاعقة على من يقف خلف الـ75 ريالا، هناك تطبيق جوال ظهر في المجتمع الأمريكي زلزل صناعة الأفلام وأرعب الشركات التي تسيطر على غالب قاعات السينما بالعالم مثل AMC وغيرها. لدرجة أن الصحيفة الأكثر قراءة في هوليود LA Times كتبت أنه قد يغير قوانين اللعبة تماما. هذا التطبيق وغيره تطبيقات بذات الفكرة تقدم عرضا يوميا بمشاهدة أي فيلم تريده في صالات السينما بمقابل 10 دولارات شهريا!! نعم، يسمح لك بمشاهدة 30 فيلما شهريا فقط بـ10 دولارات لا أكثر! غضبت منه كثيرا AMC وغيرها، ولكنه «لخبط» حسابات شركات كبرى، خصوصا إذا علمت أن مديره التنفيذي كان يعمل سابقا في نتفليكس!
قواعد اللعبة تتغير، وهناك مشغل ثان سيدخل السوق السعودية، كل هذا كفيل - كما تقول الأرقام - بأن ينزل هذا الرقم المبالغ فيه - 75 ريالا- رغما عن أنفه!
mhathut@
مرة أخرى يعود التسويق للواجهة، وذلك لأن التسعير أحد أركان التسويق الأربعة، عندما يتولاه شخص غير خبير يأتي بالطوام تماما مثلما حدث في قصة السينما السعودية! لماذا غضب الناس؟
إليك السبب المزعج: شركة AMC، والتي تتولى عرض هذه الأفلام بعقد ضخم جدا، استهلت باكورة الأفلام المعروضة بـBlack Panther، ولنسأل سؤالا بسيطا: كم تبيع الشركة الفيلم نفسه حاليا في أمريكا؟ دخلت على فرع AMC في المدينة الأمريكية التي أنهيت منها دراساتي العليا، وبحثت عن الفيلم نفسه، لأجد الصدمة: تذكرة السينما لفيلم بلاك بانثر فقط بـ25 ريالا للطلاب وكبار السن والأطفال، بينما تذكرة الكبار بـ32 ريالا فقط!
حسبة تكاليف بسيطة لطالب محاسبة في عامه الأول يدرك أن تكاليف المشاريع في أمريكا أضعاف نظيرتها في السعودية، نظرا لغلاء اليد العاملة والخدمات اللوجستية والصيانة والتشغيل والماء والكهرباء هناك، وضرائب الدولة والولاية والمدينة، ومع هذا استطاعت AMC بيع التذكرة بـ25 ريالا فقط، بينما وصلت إلى ثلاثة أضعاف في السعودية، مع وجود عمالة رخيصة وإيجار رخيص مقارنة بالأسعار العالمية.
المشكلة ليست هنا، مشكلتي الكبيرة تتلخص في ثلاث نقاط:
1 قطاع مسارح السينما عموما يمر بتحد حقيقي، لأن هناك وحشا جديدا يكبر كل يوم اسمه نتفليكس! نتفليكس غير عادات الناس في مشاهدة الأفلام، ولهذا اسأل أي مبتعث اليوم: متى آخر مرة ذهبت للسينما؟ ستجد عددا لا بأس به منهم قد تجاوز السنة والسنتين دون زيارة، نظرا لاختلاف عادات الجيل الجديد في مشاهدة آخر الأفلام، حيث مواقع القرصنة للأفلام الحالية، أو نتفليكس للباقي.
2 أرباح قاعات السينما عادة ليست في تذكرة الدخول، وإنما في الإنفاق الكلي على الزيارة من شراء الفشار والمشروبات الغازية وغيرها، ولهذا إذا كان سعر التذكرة 75 ريالا فدون شك المجموع النهائي سيكون من 150 إلى 200 ريال للشخص الواحد، وهذا يعني أن عائلة صغيرة بطفلين سيقترب إنفاقها من الألف ريال لمشاهدة فيلم واحد فقط!!
3 وهذه هي الأكثر أهمية لأن هذا الخبر سيحل كالصاعقة على من يقف خلف الـ75 ريالا، هناك تطبيق جوال ظهر في المجتمع الأمريكي زلزل صناعة الأفلام وأرعب الشركات التي تسيطر على غالب قاعات السينما بالعالم مثل AMC وغيرها. لدرجة أن الصحيفة الأكثر قراءة في هوليود LA Times كتبت أنه قد يغير قوانين اللعبة تماما. هذا التطبيق وغيره تطبيقات بذات الفكرة تقدم عرضا يوميا بمشاهدة أي فيلم تريده في صالات السينما بمقابل 10 دولارات شهريا!! نعم، يسمح لك بمشاهدة 30 فيلما شهريا فقط بـ10 دولارات لا أكثر! غضبت منه كثيرا AMC وغيرها، ولكنه «لخبط» حسابات شركات كبرى، خصوصا إذا علمت أن مديره التنفيذي كان يعمل سابقا في نتفليكس!
قواعد اللعبة تتغير، وهناك مشغل ثان سيدخل السوق السعودية، كل هذا كفيل - كما تقول الأرقام - بأن ينزل هذا الرقم المبالغ فيه - 75 ريالا- رغما عن أنفه!
mhathut@
