عبدالله قاسم العنزي

انجربنا يا معالي الوزير

السبت - 21 أبريل 2018

Sat - 21 Apr 2018

إن النظام التعليمي في أي مجمع يتألف من أجزاء عدة مترابطة ومتفاعلة، يقوم كل جزء بوظيفته بالتكامل مع الجزء الآخر، ويبدأ من وزارة التعليم إلى أصغر وحدة في النظام التعليمي، وهو الفصل المدرسي، وحينما تكون هذه الأجزاء كالجزر معزولة عن بعضها البعض فإن النظام التعليمي يحدث فيه خلل ومشكلات على المستوى الإداري والتعليمي والتربوي.

ومشكلات التعليم لدينا في المملكة متعددة كغالب الدول العربية، قد تكون في الطالب أو المعلم أو المناهج، ولكن غير المتوقع والخارج عن التصور أن يأتيك ابنك يتحكك من الجرب بسبب عدم ملاءمة البيئة التعليمية للمعايير الصحية!

إن موضوع إلصاق عدوى الجرب في أحياء معينة أو فئة معينة من الناس سواء من المواطنين أو غيرهم غير مقبول إطلاقا، وانسلال وزارة التعليم من مسؤوليتها ومحاولة إفهامنا بأن الحي الذي تكون به المدارس التي تفشى فيها المرض هي (المشكلة) أمر لا يصدقه عاقل!

ونحن بحاجة للجواب عن السؤال الطبيعي في هذه الحادثة: أين الجهاز الرقابي في وزارة التعليم أو الإدارات التابعة لها؟ لماذا ننتظر حتى ينتشر المرض ويتفشى ثم أسهل قرار تتخذه وزارة التعليم وأبناؤنا يقتربون من قرع أبواب الاختبارات النهائية تعليق الدراسة حتى إشعار آخر!

أولم يكن من الواجب أن نحدث المجتمع بما يعقل ويكون هنالك إجراءات وقائية مسبوقة دائمة في خطط الوزارة واستراتيجياتها؟ لماذا لا نطلع على تجارب الآخرين؟ فبعض الدول الخليجية يوجد لديها في كل مدرسة حكومية عيادة صحية وبرنامج وقائي صحي للطلاب، وإذا كانت وزارتنا – الموقرة – تعجز عن توفير هذه الخدمة لأبناء المواطنين فلا يعجزها أن تقوم بشراكة استراتيجية مع وزارة الصحة بوضع خطط وقائية صحية للمدارس في كل فصل دراسي، فهذا واجب وطني مفروض على أجهزة الدولة المعنية كما جاء في نص المادة الـ32 من النظام الأساسي للحكم الصادر بالأمر الملكي رقم أ/‏90 بتاريخ 27/‏8/‏1428هـ بأن على الدولة المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع التلوث عنها.

والبيئة التعليمية المتمثلة بالمدارس والفصول المدرسية جزء من البيئة العامة التي يتأثر بها الطالب، وتستطيع وزارة التعليم أن تؤثر بها وتطورها وتحميها من التلوث والأمراض، من خلال خطط سنوية بالشراكة مع وزارة الصحة لوقاية وحماية البيئة التعليمية من التلوث وانتشار الأمراض! ما أختم به حديثي عن حادثة الجرب التي ظهرت على سطح الإعلام أن الواجب على وزارة التعليم أن تعيد النظر في استراتيجياتها وآلية إدارة النظام التعليمي والتربوي من جميع النواحي.

الأكثر قراءة