فهمي والبنوك في الحد الجنوبي

السبت - 21 أبريل 2018

Sat - 21 Apr 2018

يستيقظ فهمي يوميا ليباشر عمله عسكريا في الحد الجنوبي، يصلي الفجر ويودع عائلته وداعا يسره في نفسه ولا يظهره وقد تفضحه عيناه أحيانا، لم يكن هذا الجندي يوما متذمرا من عمله، بل إني أتعجب أحيانا من ابتسامته الدائمة وهو يتجه لعمله، ما شاء الله لا تخف يا فهمي.

عموما سألت فهمي يوما ما: ما الذي يشغل بالك في كل مرة تذهب فيها إلى عملك؛ فأجاب قائلا: لا شيء سوى قرض يؤرقني ولا يبقي لي من راتبي إلا الفتات. وكم كنت وما زلت أتمنى من البنوك أن تعيد حساباتها فيما يتعلق بقروض المرابطين، لا أقول أن تلغي الديون تماما، لكن ربما لو تعيد النظر في نسبة الفوائد على تلك القروض كميزة تقدمها لأبطال الحد الجنوبي، نسبة أرباح قليلة كافية للبنك وتكون خفيفة على المرابطين كبادرة جميلة يقدمها البنك من باب الشراكة المجتمعية بين المؤسسات والشركات وبين أبناء الوطن المرابطين في الحد الجنوبي، وربما إعفاء من بعض الأقساط تخفيفا عليهم، تتعدد الخيارات للبنوك باختيارها الدعم المناسب لهؤلاء الرجال في حدودنا الجنوبية الذين يضحون بأرواحهم ودمائهم لأجل الوطن.

هموم فهمي ربما لا تكون كبيرة عند أناس آخرين، ولكنها قد تكون ذات تأثير كبير إيجابا على جنودنا المرابطين.

قامت شركات ومؤسسات بدعم جنودنا مشكورة رغم عدم احتياج الجنود لأي دعم، فهم يؤدون واجبهم في حماية بلدنا، ولكنها اللحمة الوطنية والتآخي بين كيانات المجتمع كافة.

فهل نرى البنوك تتسابق لتحقيق أمنية فهمي والمرابطين؟

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال